بعد أسابيع قليلة من اكتشاف الدولة التركية لأضخم حقل غاز طبيعي في البحر الأسود، تصاعدت وثيرة تهديدات أثينا لأنقرة وذلك على أثر مواصلة تركيا التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط.
ومؤخرًا أعلنت وزارة الدفاع التركية، اعتراض مقاتلاتها الجوية ست طائرات حربية يونانية من طراز “إف-16″، وإبعادها عن منطقة إخطار “نافتكس” التركية شرقي المتوسط.
ونشرت وزارة الدفاع التركية، فيديو يظهر اعتراض المقاتلات التركية للطائرات اليونانية، وإبعادها عن المنطقة، كما ذكرت الوزارة بأن ست طائرات يونانية من طراز “F-16″، أقلعت من جزيرة كريت متجهة إلى قبرص.
وبعد ساعات من اعتراض ست طائرات يونانية حاولت القتراب من منطقة تنقيب سفينة تركية، قال نائب الرئيس التركي، ياسين أوقطاي، “إن بلاده أكدت لأوروبا أنها لن تتنازل عن حقوققا في شرق المتوسط وإيجه”.
وتابع نائب الرئيس التركي :”سنحمي حقوقنا في كل متر مربع من شرق المتوسط”. ووصف رغبة اليونان في توسيع مياهها الإقليمية بأنه “سببا كافيا للحرب”.
وعلى ضوء هذه التوثرات والتحذيرات التي يطلقها الاتحاد الأوربي لتركيا من خلال التهديد بفرض عقوبات جديدة عليها، تشمل تدابير اقتصادية واسعة النطاق، مددت أنقرة مهمة التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط.
كما وأعلنت تركيا تدريبات عسكرية بحرية تستمر يومين بالذخيرة الحية قبالة سواحل مدينة إسكندرون المطلة على شرقي المتوسط، وقالت إنها “لا تعتدي على حقوق أحد” وإنها “لن تسمح لأحد بالاعتداء على حقوقها”.
وتواصل تركيا إجراء مناورات بحرية في منطقة أخرى قبالة سواحلها شرقي المتوسط كانت بدأتها يوم السبت الماضي وتستمر أسبوعين، حيث وتهدف هذه التدريبات، بحسب المسؤولين العسكريين الأتراك، إلى رفع وتيرة التنسيق بين عناصر القوات البحرية المشاركة فيها.
وزير الخارجية التركي مولود تجاويش أوغلو، قال إن “اليونان تقوم بخطوات استفزازية في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط بدعم من الدول الأوروبية”.
وأضاف تجاويش أوغلو، أن بلاده “لن تسمح لأحد بالتعدي على حقوقها”، وأنها “لا تعتدي على حقوق أحد”. وتابع “تركيا مستعدة للحوار مع اليونان لحل الخلافات حول الحقوق والموارد في البحر المتوسط، طالما كانت أثينا مستعدة لذلك”.
وأما اليونان التي دعت على لسان وزارة خارجيتها إلى التهدئة مع تركيا. وقالت وقالت في بيان إن تركيا “تواصل تجاهل دعوات الحوار وتواصل تكثيف استفزازاتها”.
إلا أن وزير المالية اليوناني، أكد أن بلاده تتواصل حاليا مع فرنسا وبلدان أخرى لاقتناء معدات عسكرية بهدف رفع ما وصفها بقدرتها على الردع.
في حين أعلنت اليونان بأن جيشها ينوى إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش “الإسرائيلي” خلال الأشهر المقبلة، وذلك بهدف تعزيز الأمن الإقليمي.
وقالت اليونان على لسان وزير الدفاع “بانوس كامينوسان”، :” إن هناك دول أخرى من الممكن أن تشارك في هذه المناورة، من ضمنها قبرص والجيش المصري”.
وأما هذه التوترات فإن البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يختلفان حول حقوق السيادة على الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط، استنادا إلى رأيين متباينين حول امتداد الجرف القاري لكل منهما.
وخلال الأسابيع الماضية كثفت تركيا من عمليات التنقيب عن موارد النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، قبالة سواحل قبرص واليونان، بعد أن أعلنت عزمها مؤخرا إرسال سفينة ثالثة إلى شرق البحر المتوسط، على الرغم من تحذيرات الاتحاد الأوروبي.
ولا تزال تركيا تؤكد للمجتمع الدولي بأن تحركتها في التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط يأتي ضمن القانون الدولي، وجرفها في القاري في المياة الإقليمية لقبرص التركية.
حيث تسعى أنقرة من خلال التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط بأن تكون القوة البحرية الأولى في الشرق المتسوط، والتي تنفذ برامج اسثمارية للطاقة في المياه الإقليمية لمصلحة الشعب التركي، وشعوب المنطقة.
وأمام هذا الاستفزاز اليوناني لتركيا، هل تحاول اليونان المدعوة من دول أوروبية معادية لأنقرة من الاشتباك مع تركيا!