يصيب العالم من حين إلى آخر جائحة معينة تؤثر على جانب من الجوانب الحياتية اقتصادية أو دينية أو سياسية أو صحية، وفي بعض الحالات وبصورة نادرة قد تؤثر بعض الجوائح بكل الجوانب الحياة تماما كما حصل مع جائحة فيروس كورونا التي ابتدأت من الصين، وضربت العالم أجمع فيما بعد، فشلّت كل قطاعات الحياة من الصناعة إلى التجارة إلى النقل وصولا إلى التعليم.
حيث أن فيروس كورونا العنقودي، والذي ينتقل بصورة سريعة أدى إلى توقف مجالات كثيرة، لأن الحكومات سعت إلى تجنب تفشيه عبر حظر التجوال، وإيقاف التنقل والعمل والاتصال بين الناس إلى حين إيجاد لقاح.
وكما ذكرت سابقا فالتعليم أحد القطاعات المهمة التي تأثرت بهذه الجائحة، والتي أدت بدورها إلى توقف المدارس، والدوام المدرسي، والجامعي، واستبداله بالتعليم عن بعد.
كانت تركيا من معظم الدول التي اتخذت هذه الإجراءات، والتي أثرت بدورها على الطلبة في جوانب مختلفة. يصف الأستاذ علاء الدين يوسف الأخصائي التربوي في البداية أن وهج التعليم بالنسبة للأطفال ينطلق من مبدأ اللعب، والتفاعل أثناء التعليم، وهذا ما سعت له وعلمت على تطبيقه المدارس في أساليب التعليم الحديثة، أما على صعيد التعليم ما بعد الأساسي فإن الطلاب يتشجعون في كل نهار للذهاب للمدرسة للتفاعل مع أصدقائهم أيضا، والتقدم في التعليم عبر فهم المواد، والمناهج بصورة أفضل من خلال التواصل والاتصال البصري، والتفاعل مع الأساتذة. وفي هذا السياق فيروس كورونا الذي شل عملية التعليم التفاعلي وحوله إلى تعليم الكتروني خلق مشكلة في جزئية في قتل الروح المعنوية والنفسية للطلاب، ودفعهم نحو صورة تلقينية بحته من التعليم.
على صعيد الآخر خلق التعليم عن بعد مشكلة في متابعة الدروس بشكل سليم، ومتسلسل بسبب مشاكل رقمية والكترونية، فكثير من الطلبة لا يملكون أجهزة لوحية أو حواسيب، على صعيد آخر قد تكون جودة الإنترنت رديئة لدى كثيرين، فيظل الطالب في حالة تشتت بين بث الدروس وانقطاعها.
العرب في تركيا ومشاكل التعليم عن بعد
يعيش الطلبة العرب الذين يدرسون في تركيا مشاكل أكبر من المذكورة سابقا، حيث أن الطلبة العرب وخصوصا أولئك الموجودين في المرحلة الأساسية بحاجة للتواجد في المدرسة والتفاعل مع الطلبة والأساتذة ليتمكن من اكتساب اللغة التركية في هذه المرحلة التأسيسية، والتي سيكمل تعليمه بها فيما بعد. إضافة إلى حاجته إلى إهتمام ومساعدة أكبر من أقرانه الأتراك في التعليم في بداية خطواته التعليمية في المدارس التركية. كذلك واجه ذات المشكلة الطلبة الجامعيين من الأجانب الذين كانوا مجبرين على أخذ السنة التحضيرية للغة التركية عن بعد، بحيث لم يتمكنوا من تطوير لغتهم لأنهم لم يستطعوا الاحتكاك بالمجتمع التركي والتفاعل مع أساتذتهم الأتراك بشكل كافي.
وفي سياق الحلول يقول الأستاذ علاء الدين أن الحلول تكمن في عمل التربية والتعليم التركي على مراعاة حالة الطلاب، وخلق حلقات تفاعلية على أرض الواقع فيما يخص اللغة التركية مع مراعاة شروط السلامة لتدارك تراجع الأطفال خصوصا في جزئية اللغة التركية عن أقرانهم. وعلى الصعيد التقني يجب على الحكومة أن تحتوي المشاكل التقنية التي قد يعاني منها بعض الطلاب سواء نقص في المعدات أو خلل في التقنيات والعمل على حلها.