تولي الحكومة التركية أهتمام كبير فيما يخص المشاريع التطوعية، والتعاونية التي تهدف إلى خدمة المجتمع في مجالات مختلفة، وبالأخص تلك التي تولي اهتمام، ورعاية بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل متلازمة داون أو مرضى التوحد، حيث يشارك الرئيس رجب طيب أردوغان، وغيره من المسؤولين الحكوميين باستمرار في افتتاح المشاريع التي تصب في هذا المجال. وتضم معظم المدن التركية وعلى رأسها المدن الكبرى مثل اسطنبول وأنقرة مراكز عديدة وكثيرة لخدمة ومساعدة وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وكثير من هذه المراكز تقدم خدماتها بشكل مجاني أو بسعر رمزي.
ومن هذه المراكز التي تلفت النظر من خلال محاولتها اتخاذ منحى ابداعي ملفت في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم والمساهمة في علاجهم، هو مركز علاج مرضى التوحد بركوب الخيل. حيث قام رجل الأعمال التركي “فاتح اونسوي” بفتح مركز ركوب خيل مجاني لمساعدة مرضى التوحد، وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة, وجاءت فكرة فتح مثل هذا المركز بعد أن ألهمه طفل مريض بالتوحد يحب ركوب الخيل “فاتح اونسوي” ليقدم على هذه الخطوة.
على أرض “سيرديوان” في ولاية “سكاريا” التركية، والتي تقع شرق اسطنبول تم إقامة اسطبل للخيول تبلغ مساحته 100 دونم يحتوي على مئات الخيول لضمان استفادة أكبر قدر من مرضى التوحد وغيرهم. كما بلغت تكلفة هذا المشروع ما يقارب 20 مليون ليرة تركية، وعلى الرغم من هذه التكلفة العالية في انشائه إلا أن المركز يقدم خدماته بالمجان لمرضى التوحد، وبعض المتلازمات الخاصة مثل متلازمة داون، كما أنه يولي اهتمام خاص بمرضى التوحد الذين هم من أبناء الشهداء.
ويذكر أنه وحتى اللحظة لا يوجد علاج مؤكد لمرض التوحد، ولكن هناك مؤشرات عديدة تشير إلى دور ركوب الخير في العلاج السلوكي لمرضى التوحد. حيث أن أغلب العلاجات التي يتم تطبيقها حاليا هي علاجات سلوكية وتعليمية وبعض العلاجات الدوائية لمساعدة مرضى التوحد على الاندماج مع المجتمع وتقويم سلوكهم الاجتماعي.
وينتمي مرض التوحد إلى الأمراض الاضطرابية العصبية حيث أنه تابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية “اضطرابات في الطيف الذاتوي”. ويؤثر مرض التوحد على مهارات التواصل، والتعلم، وكيفية تصرف المريض، وتفاعله مع الآخرين، ويشترك جميع مرضى التوحد في المعاناة من صعوبات معينة، إلا أن المرض يؤثّر على مرضى بدرجات وطرق مختلفة؛ فقد يعاني بعض المرضى من صعوبات في التعلم، بينما يعاني آخرون من مشاكل في الصحة العقلية، كما يؤثر على مهارات التواصل لديهم، وهذا يعني أن مرضى التوحد يحتاجون إلى درجات مختلفة من الدعم والاهتمام، وفي الحقيقة يمكن لجميع الأشخاص في طيف التوحد أن يتعلموا ويتطورا. ومن الجدير بالذكر أيضا أن توفير الرعاية والدعم المناسبين قد يساعد مرضى التوحد على عيش حياة رغيدة، وذلك عندما يكون لديهم نزعة ذكاء في مجال معين. حيث أن بعض مرضى التوحد يمتلكون نزعة ذكاء خارقة في بعض الأحيان في مجال معين مثل الموسيقى أو الرسم أو الطب والهندسة أحيانا، والاهتمام بهذه النزعة تمنح طفل التوحد مكانة فريدة.
يمكنكم مشاهدة التقرير المصور عبر الرابط التالي :