بجهد متواصل لا تزال الحكومة التركية تعمل على إستكمال بناء جسر “جناق قلعة 1915″، والذي سيشكل أكبر جسر معلق في العالم حيث سيتم انتهاء العمل به في عام 2022.
وتسعى الدولة التركية إلى تحقيق أهدافها التي توعد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فور توليه منصب رئاسة البلاد بأن تركيا ستكون في العام 2023 مختلفة عن تركيا الآن من خلال تنفيذ المشاريع العملاقة”.
ومنذ تولي أرودغان منصب الرئاسة التركية عمل على إنشاء أكثر من 18 ألف كم من الطرقات المقسمة ، ليصبح مجموع طول الطرقات المقسمة في عموم البلاد أكثر من 27 ألف كم، في حين جرى بناء أكثر من 30 مطارًا ليصبح عدد المطارات التركية المتاحة لخدمة أبناء الشعب 56، إضافة إلى مشاريع الطرقات البرية والسكك الحديدية.
حيث تبحث تركيا من خلال هذه المشاريع بأن تكون من ضمن مجموعة الدول العشرة العظمى في العالم من خلال الاعتماد على الاقتصاد والاكتفاء الذاتي بالأسلحة والغاز والطاقة وغيرها من المشاريع العملاقة.
البنية التحتية الورقة الأهم بيد تركيا
ومؤخرًا شارك الرئيس التركي رجب أردوغان في مراسم استكمال بناء أبراج جسر “جناق قلعة 1915″، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، قائلًا :” جسر جناق قلعة 1915 يحمل لقب أطول جسر من نوعه في العالم، وسيزين المضيق، رمزا للانتصار في معركة جناق قلعة”.
وعن بناء الجسر، أضاف الرئيس التركي: ” إن إنشاء الجسر على مضيق جناق قلعة، حلم يعود تاريخه لقرون، ونحمد الله أن تحول هذا الحلم إلى حقيقة كان من نصيبنا نحن، كما هو الحال بالنسبة إلى الكثير من أحلام بلادنا”.
وتابع :”البنية التحتية القوية في مجال المواصلات الورقة الأهم بيد تركيا في النظام العالمي الجديد الذي سيتشكل سياسيا واقتصاديا بعد جائحة كورونا”.
جسر “جناق قلعة”
وسيشكل جسر “جناق قلعة” والذي يعد أطول جسر معلق في العالم أهم نقطة عبور بين شبكات الطرقات السريعة في تركيا على ضفتي بحر مرمرة، حيث يتميز الجسر بتصميم فريد من نوعه على مستوى العالم.
ووفق التخطيط الهندسي للجسر سيتم إنشاء الجزء العلوي من الأبراج الذي سيصل ارتفاعها إلى 333 مترًا، بشكل يمثل قذيفة المدفعية التي كان Seyit Onbaşı ينقلها في معركة جناق قلعة (حملة الدردنيل)، و ستكون المسافة بين الأعمدة 2023 متراً وهذا يدل على الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية، بينما يتوقع أن يصل طول الجسر 4 آلاف و608 متراً.
في حين سيكون للجسر 3 مسارب في كل اتجاه بعرض 45.06 متراً وارتفاع 3.5 متراً، وسيكون هناك ممرات على جانبي السطح لأغراض الصيانة والإصلاح.
وإضافة إلى ذلك سيحتوى الجسر على مراكز للصيانة ومحطات تحصيل الرسوم، و10 جسور نفقية و 33 جسرًا علويًأ وكذلك 43 مدخل سفلي و 115 منفذ.
وسيصل جسر “جناق قلعة” بين منطقتي “شكركايا” التابعة لقضاء “لاباسكي”(الشطر الأسيوي في لاية جناق قلعة)، وموقع “سوتلوجا” التابعة لقضاء “غاليبولي”(الشطر الأوروبي لجناق قلعة).
تقليص مدة العبور
وسيساهم في تقليص مدة العبور بين الضفتين إلى 6 دقائق فقط، بدلا من ساعة ونصف بواسطة السفن ما سيعود بالفائدة على الاقتصاد التركي، وسيكسب ولاية جناق قلعة أهمية في خط النقل الممتد من منطقة “تراقيا – شمال غربي البلاد”، إلى “إيجة” و”البحر الأبيض المتوسط”، وسيضفي عليها أهمية في منطقة “مرمرة” أيضا.
ويربط جسر “جناق قلعة” الطريق السريع بين مدينتي إسطنبول وإزمير، ومن شأنه أن يساهم في تخفيف المرور في مدينة إسطنبول، خاصة على الجسور المعلقة، وتخفيض تكاليف النقل إلى منطقة بحر إيجة بشكل كبير.
ويشار إلى أنه يعمل على إنجاز المشروع كادر ضخم يضم حوالي 5 آلاف شخص، بينهم 649 مهندس، فضلا عن 895 عربة معدات ثقيلة، يعملون دون انقطاع بنظام الورديات على مدى 24 ساعة، وفق “ما ذكرت الحكومة التركية”.