منذ الأزل والبشر يعيشون صراعات، وحروب فيما بينهم في سبيل السيطرة، وبسط القوة، والتمركز كقوة عظمى على سائر الأمم، كان عماد هذه الحروب النار والحديد في التصدي والهجوم بهدف الإنتصار، وبقيت كذلك بعد تطور عجلة الحياة، وظهور الصناعة العسكرية الثقيلة، ولكن دخلت أسباب أخرى في سبيل فرض السيطرة، والإمساك بزمام القوة، حيث أصبح التفوق في المجال الاقتصادي مثلا أحد الأسباب المهمة في التي تجعل من الدول ذي سلطة وشأن كبير، ليس الإقتصاد وحسب هناك مجالات أخرى، ولكن في الآونة الأخيرة، وخصوصا في ظل فيروس كورونا بدأت تخوض الدول سباق وحرب جديدة من نوعها ترتكز القطاع الصحي التي تسعى الدول إلى تطويره، والتمكن فيه في سبيل السيطرة والهيمنة والخروج من هذه المعركة البيولوجية التي تسبب بها فيروس لا يرى بالعين المجردة، والذي جعل هذه الحقبة من أحلك الحقب التي مرت بها البشرية على مر التاريخ، والتي أدت حتى الآن إلى إصابة ما يقارب ال 30 مليون، وقتل ما يقارب المليون شخص حول العالم.
تتمحور هذه المعركة حول أي الدول ستنتج لقاح لفيروس كورونا، وتكون المنقذ المخلص للعالم من هذا الخطر القاتل، وبين تسابق الدول والتركيز على القطاع الصحي وتوظيف كافة العلماء والخبراء والمختبرات في هذه المعركة، تنتهج على صعيد أخر سبل أخرى للمضاربة على نظيراتها في هذه الحرب.
حيث وصفت صحيفة نيويورك تايمز أن هناك حرب استخباراتية ضارية تدور ين الصين، وأمريكا، وبعض دول أوروبا مستخدمين فيها طرق شرعية كالتي ذكرت سابقا، وأخرى غير شرعية في سبيل الوصول للقاح الذي لن تقتصر نتائجه على الجانب الإنساني، والصحي، بل يتعداه إلى الجوانب الإقتصادية، والعلمية، وحتى السياسية، فعلى سبيل المثال ذكرت الصحيفة أن الصين تقوم بعمليات قرصنة تستهدف فيها مواقع تظن أنها سهلة الاختراق تابعة لبعض المؤسسات العلمية، وشركات الأدوية، والجامعات الأمريكية الكبرى مثل جامعة كارولينا الشمالية، التي تعمل على إيجاد اللقاح بهدف الحصول على معلومات جديدة قد تستفيد منها في إيجاد اللقاح.
وكذلك الحال مع روسيا التي وبالرغم أنها صرحت منذ فترة قصيرة عن إيجادها للقاح فعال لفيروس كورونا، فإنها تمارس هي الأخرى عمليات قرصنة في سبيل الحصول على بيانات في هذا المجال من مؤسسات علمية أخرى في دول أخرى لعلها تحظى بسرقتها في سبيل الإستفادة منها في عمليات إنتاج اللقاح.
وفي ظل هذه الحرب التي تجري أمام العيان بطرق شرعية، وخلف الستار بطرق غير شرعية، يتنبأ كثيرين بالجهود الألمانية التي ما زالت تعمل على قدم وساق في سبيل إيجاد اللقاح، حيث أن شركة “بيونتك” الألمانية التي تتعاون بدورها مع شركة أمريكية أخرى تسمى “فايزر”، صرحت أنها على أمل كبير في إعلان عن اللقاح المنتظر في مطلع شهر أكتوبر القادم للعام 2020 بعد توصلها للقاح “بي إن تي 221 ” الذي يعتبر حتى الآن الأكثر فعالية في مكافحة الوباء.
أما على صعيد تركيا فهي الأخرى تحاول اللحاق بهذا الركب وأخذ مقعد في هذا السباق من خلال توظيف كافة معاملها، وبذل كافة الجهود لعلها تتوج منقذة للعالم، وقوة سياسية عظمى جديدة في حال حازت على براءة إختراع للقاح المنتظر.
لمزيد من المعلومات يمكنكم متابعة التقرير التالي :