محجبات يسحلن في الشوارع، ورسومات مسيئة للرسول في تزايد وتصاعد، وهجمات شرسة على المصلين والمساجد، وقتل لعائلة بأكملها، وابادات جماعية، هذه الحرب العنصرية على الإسلام ليست جديدة، ولكنها بدأت في الفترة الأخيرة بالتصاعد بشكل ملفت، وخصوصا في الغرب، ففي الوقت الذي وصلت فيه البشرية إلى مستوى عالي من التطور العلمي والفكري، واتساع رقعة التعليم، والمتعلمين، والإنفتاح العام في العالم، مازال هناك خطاب كراهية يتم الترويج له بصورة ممنهجة تجاه المسلمين، والذي بدوره يؤدي وبصورة ملحوظة إلى ازدياد معدل الجريمة، والاضطهاد والعنصرية التي يتعرض له المسلمين في الدول الأجنبية.
ناهيك عما خلقته هذه الموجه رفع نسبة الرهاب لدى كثيرين ممن يجهلون الدين الإسلام يسمى برهاب ” الإسلاموفوبيا”، وهو التحامل والكراهية والخوف من الإسلام، وكافة المظاهر الإسلامية أو من المسلمين، وبالأخص عندما يُنظَر للإسلام كقوة جيوسياسية أو كمصدر للإرهاب، وذلك من خلال تأطير بعض الحالات والجماعات الإرهابية التي تدعي انتمائها للإسلام، والتي تعمل بإسم الإسلام على أنها الوجه الوحيد والأوحد للإسلام. دخل المصطلح إلى الاستخدام في اللغة الإنجليزية عام 1997 عندما قامت خلية التفكير البريطانية ذات التوجه اليساري، باستخدامه لإدانة مشاعر الكراهية، والخوف، والحكم المسبق الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين.
إذا هو أمر ليس جديد، ولكن ما السبب وراء هذا التصاعد الكبير في هذه العنصرية، والاضطهاد في الفترة الأخيرة؟
إزدادت في الأونة الأخير الجماعات التي تنادي بالعنصرية، والكراهية ضد المسلمين في أوروبا بشكل، خاص ناهيك عن الحملة التي تنتهجها كثير من وسائل الإعلام التي تمارس التأطير بصورة أكثر حرفية، وتضليل تزيد بدورها من حدة الإسلاموفوبيا، وأشهر مثال على ذلك صحيفة “شارلي ايبدو” الفرنسية التي ما زالت تنشر صور مسيئة للرسول ومعادية للإسلام، ومنادية باضطهاد المسلمين، وطردهم من فرنسا والدول الأوروبية، بالإضافة إلى بعض التصريحات التي يلقيها بعد الرؤساء والمسؤولين في الدول الأوروبية والأجنبية على رأسهم ماكرون.
وفي ظل هذا التصعيد نجد مؤسسات، وتجمعات أخرى تقف نظريا وندا لهذه الحركات العنصرية من خلال التوعية بماهية الدين الإسلامي، ومحاولة تخفيف حدة الكراهية عبر نشر معاني التسامح، والمحبة بين الأجانب. إضافة إلى توظيف خطاب ودعاية مضادة عبر وسائل الإعلام الإسلامية الناطقة بلغات أجنبية في سبيل التصدي للهجمات العنصرية. ناهيك عن اتخاذ المسلمين المتواجدين في الدول الأجنبية سبل سلمية، مثل المظاهرات والشعارات بهدف الحصول على حقوقهم بالعيش في أمان، وممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وكذلك مطالبة المسؤولين باتخاذ موقع من ممارسات العنصرية.
إلى جانب ذلك نجد كثير من التصريحات الرسمية من بعض المسؤولين في الدول الأخرى مثل تركيا مثلا، حيث شدد رئيس الشؤون التركية “علي آرباش” وعبر مكالمة له مع نظيره الباكستاني ” بير نور الحق قادري” على ضرورة تعاضد المسلمين، وتوحدهم في سبيل مقاومة هذه الهجمة، وأيضا لرفع صوتهم في وجه حملات الإبادة الجماعية للمسلمين مثل المينمار و الصين وكشمير.
يمكنكم معرفة المزيد حول هذا الموضوع من خلال التقرير التالي: