كثيرا ما تشتكي الأمهات من الفوضى التي يحدثها أطفالهم، فإذا لعبوا تركوا خلفهم المكان عائم بالفوضى مخلفين ألعابهم، وأشياهم على الأرض، وعند الطعام كثير ما يلطخ الأطفال أنفسهم بالطعام، ففي الوضع الطبيعي بعد الانتهاء من الأكل يحتاج الإنسان كحد أقصى أن يغسل يديه بالماء، ويمسح فمه، أما بعض الأطفال، وبسب الوفوضى التي يحدثوها أثناء الطعام تحتاج الأمهات إلى غسلهم بالكامل، وتغيير ملابسهم المتسخه، وكأنهم كانوا في الحرب مع الطعام. إضافة إلى المشاكل التي تدور حول ترتيب ملابسهم وغرفهم، ففي سن متقد أكثر تعاني الأمهات مع أطفالهن من هذا الجانب، حيث أن أخذ قطعة واحدة من دولاب الملابس الخاص بهم، تعني فوضى عارفة لكل الملابس ستحتاج ترتيب جديد من الصفر.
لذللك لطالما سمعنا الأمهات يتمنين أن يحظين بطفل منظم، ويبذلن الجهد لخلق النظام والترتيب في عادات وممارسات أطفالهم، فمن هو الطفل المنظم؟ وهل هناك طفل منظم في طبيعته؟
يقول الدكتور رضا الحديثي المختص في علوم التربية في هذا السياق أن لكل طفل طبيعة بشرية جينية مجبول عليها، فالطفل الفوضوي هو طفل عفوي بطبيعته لا يحب النظام، والقيود، وهو فوضولي، حيث يبحث عن المجهول باستمرار، ولا يأبه أثناء البحث في كيفية البحث أو الإستكشاف إنما يريد الوصول إلى النتيجة، وإن كان ذلك سيسبب الفوضى لمحيطه أو لنفسه جراء ذلك. في حين أن الطفل المنظم هو بطبيعته هكذا، فالجينات، والطبيعة البشرية أمر يمكن تقويمه وتهذيه أو تطويره، ولكن لا يمكن محوه أو إيجاده من الصفر، فالطفل العفوي أو الفوضوي ربما يصبح أكثر ترتيب فيما بعد، ولكن ستظل هذه الطبيعة جزء من شخصيته؛ في حين أن الطفل المنظم سيظل يبحث عما يريد، ويحققه بكل سلاسه، ونظام، ولن يشعر بالإنجاز إذا فعل ذلك بشكل مفتوح، وفوضوي.
وأكد الدكتور رضا أن لكلا الشخصيتين حسنات، وسلبيات، ففي الوقت الذي يدعم المجتمع الطفل المنظم، ويضغط على الطفل الفوضوي ليصبح مثله ينسى سلبيات، وإيجابيات كلا الطرفين، فقد يكون الطفل المنظم أكثر نظام، وترتيب؛ ولكن الطفل الفوضوي لديه حس عالي من الإبداع رغم فوضويته.
وذكر إلى جانب ذلك أيضا ايجابيات أخرى للطفل المنظم، حيث أنه أكثر إنجاز لقدرته على إتخاذ القرار بشكل أسرع وأسلس وبصورة دقيقة أكثر. في حين أن لديه سلبيات مثل أنه في العادة قد يكون أقل تقبل لأراء الأخرين، وقراراتهم، وذلك لأنهم أسرع في إتخاذ القرار، ولأنه يرى الأمر من جوانب نظامية أكثر؛ وهذا بدوره قد يجعله في بعض الأحيان يدخل في صدام مع زملاؤه، ومحيطه.
ودعى الدكتور رضا في الختام أن على الأهل بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام أن يتقبل الإختلافات الموجوده بين الأطفال، ففي الإختلاف تكامل فقد يتواجد ظرف يحتاج فيه إتباع النظام، وإتخاذ قرار سريع في حين أن بعض المواقف تحتاج لأشخاص خارجين عن المألوف، ويفكرون بشكل أطول.
يمكنكم معرفة المزيد عبر الرابط التالي: