دائما ما تسعى الأسرة في المنزل إلى إيجاد، وخلق جو هادئ، ومريح في حال كان لديها طالب مدرسي أو جامعي حتى يتمكن من أداء واجباته، والدراسة بشكل ناجح بمعزل عن الضوضاء، والمشتتات. وفي بعض الأحيان يكون على الطالب الجامعي خصوصا الإبتعاد والسكن في مكان آخر غير منزل العائلة، إما لوجود الجامعة التي يرغب في إكمال تعليمه فيها في مدينة أخرى غير تلك التي يعيش فيها مع أسرته في الأساس، أو لرغبته في الإغتراب، وإكمال تعليمه خارج دولته الأصلية، وفي هذه الحالة يكون أقصى ما يتطلع له بعد إيجاد الجامعة المناسبة له هو إيجاد سكن مريح وهادئ، ومناسب يساعده على الدراسة ويكون له الآمان، والملجأ في الغربة.
وفي سياق الحديث عن الدراسة في الخارج، والإغتراب بات من الواضح أن تركيا أصبحت وجهة لكثير ممن يرغبون بإكمال تعليمهم الجامعي خارج دولهم الأصلية. فكيف يبدو شكل السكنات الطلابية في تركيا وهل لها أنواع مختلفة وكيف يتم الإنضمام لها وما هي تكلفتها؟
الشقق السكنية
من المتعارف عليه أن يقوم الشخص الراغب بالدراسة في الخارج بشكل عام، وتركيا بشكل خاص أن يقوم باستئجار بيت لشخصه أو مع مجموعة من الأصدقاء، وهو أمر ليس صعبا، ولكنه أيضا ليس بتلك السهولة، ففي تركيا استئجار البيت قد يكون مكلف في بعض الحالات، عدا عن المسؤولية التي ستقع على كاهل الطالب تجاه هذا البيت. الإضافةً إلى ذلك أن الوضع العام في تركيا في السنوات الأخير، وفي إسطنبول بالتحديد أصبح يسوده جو من العنصرية تجاه الأجانب، حيث يرفض الكثيرين أن يؤجروا بيوتهم للأجانب، ولكن في نهاية المطاف وإن كان الأمر ليس بتلك السهولة لن تحول عنصرية البعض دون إيجاد بيت المناسب لاستئجاره عبر المكاتب العقارية والخدماتية.
السكنات الحكومية
يوجد في تركيا نظام عام يتعلق بسكنات الطلبة الجامعيين، يتبع هذا النظام لوزارة الرياضة والشباب، حيث يوجد مديرية تابعة لهذه الوزارة تسمى مديرية السكنات الحكومية واختصارها “KYK”، حيث أن في كل مدينة مجموعة من السكنات للطلبة الجامعيين للذكور والإناث كل على حدا يتم التسجيل بها من خلال رابط عام تطرحه المديرية في بداية كل عام دراسي، وبعد القبول يتم توزيع الطلبة دون اختيار منهم على أحد السكنات الحكومية الموجودة في المدينة.
تتمتع جميع سكنات ال “KYK” بنظام وقوانين مشتركة، فجميع السكنات الحكومية لديها ساعات محددة خلال اليوم للدخول والخروج، حيث أن الخروج يبدأ من الساعة 6 صباحا وأخر ساعة للدخول هي الساعة 11 مساءً، ويمنع دخول السكن إلا للطلبة التابعين له حيث يتم الدخول والخروج من خلال بصمة تعريفية خاصة بكل طالب أو طالبة.
نظام الطبخ والطعام يتم عبر السكنات أيضا، فلا يوجد مطابخ لطهي الطعام بشكل فردي بل يتم طهي الطعام من قبل فريق الطبخ التابع لإدارة السكن. ويوجد وجبتين في اليوم وجبة الإفطار التي تمتد من الساعة السابعة وحتى الحادية عشر ووجبة الغداء أو العشاء، والتي تمتد من الساعة الرابعة مساء، وحتى الحادية عشر مساء. ويذكر أن هذه الوجبات مدفوعة الثمن من إدارة السكن ويتم أيضا الحصول عليها عبر البصمة التعريفية الخاصة بالطلبة وذلك للمحافظة على النظام.
في السكنات الحكومية لا توجد غرف مزوجة أو منفردة أو ثلاثية فجميع الغرف متشابهه، حيث أن معظم السكنات تستوعب 4- 3 أشخاص لكل غرفة، وتحتوي الغرفة على سرير وطاولة دراسة ودولاب ملابس خاص لكل شخص، ويشترك أفراد الغرفة الواحدة بحمام واحد.
ويذكر أن الأولوية في هذه السكنات عند القبول تكون للأتراك في حين يقبل الطلبة الأجانب بعد ذلك في حال تبقى أماكن فارغة. حيث أن هذه السكنات تحظى بشعبية كبيرة تبعا للنظام والأمان العالي فيها، إضافة إلى كونها رخيصة للغاية، حيث يدفع الطالب شهريا فقط 200 إلى 250 ليرة تركية.
السكنات الخاصة
تشبه السكنات الخاصة السكنات الحكومية إلى حد كبير في نظامها الداخلي، ولكن الإنضمام لها مختلف فلكل سكن خاص إدارة خاصة به، وليس كما في السكنات الحكومية نظام عام مشترك. حيث أن هذه السكنات تكون تابعة، إما للأوقاف، أو لأشخاص مستثمرين في هذا القطاع. إضافة إلى أنها تختلف عن السكنات الحكومي بأنها أعلى تكلفة، وتمتلك ميزات أكثر مثل عدد الغرف وشكلها وجودتها.