قد يشعر الإنسان أحيانا بضيق غير مبرر، فيشعر أنه في حالة نفسية ومزاج سيء مما يؤثر على أدئه، وإنجازه، ومحيطه أحيانا بشكل سلبي، وقد يكون الروتين، والرتابة في النظام اليومي أحدى أكبر الأسباب في خلق مثل هذه الحالة. وفي حال سألنا أحدهم ما الحل، فسيقول لك: “قم بالسفر إلى مكان جديد أو أخرج في رحلة خارج المدينة أو عش مغامرة ما. ولكن لا يمكن إغفال أنه في كثير من الأحيان قد لا يمتلك الأشخاص القدرات المادية أو المتسع الزماني لفعل هذه الأمور، فما الحل؟
كثير من الأبحاث تقول أنه وفي حالات كثيرة التغيرات البسيطة في محيط الأنسان تؤدي إلى قلب مزاجه بشكل تام، وتحسين نفسيته، وإحداث فرق كبير. أحد هذه الأشياء ديكورات المنزل، حيث أن ديكور المنزل يعتبر من الأمور المهمة التي يجب الإهتمام بها، فالديكور علم قائم بحد ذاته، ومتداخل مع كثير من العلوم النفسية، حيث أن لديكور المنزل وما يحتويه من اللوان وتصميمات دور كبير في التأثير على نفسية الأفراد.
إن الإنسان بطبيعة الحال كائن إجتماعي يتأثر بكل ما هو حوله، حتى أنه يتفاعل مع الجمادات التي تحيط به بشكل صامت. ولكنه أيضا يمل من الرتابه والروتين؛ وترتيب المنزل وديكوره هو جزء من روتينه اليومي، حيث أنه الشيء الذي يراه كل صباح، ويعود من العمل إليه، ويعيش داخله وبين محتوياته، وبالتالي فإن تغير الديكور يعتبر تغير نمط يومي وجزء لا يتجزأ من روتين الإنسان وأسلوب حياته. وخلاصة القول هنا أن أثاث المنزل وألوانه وديكوره قادرين على تغيير الشعور العام للأشخاص وإضفاء الراحة والطمأنينة أو العكس إلى دواخلهم كما أنها قادرة على قلب المزاج وإحداث فرق في الحالة النفسية.
الألوان والإضاءة
الأللوان علم واسع، وله دور كبير في تحليل الشخصيات، وكذلك التأثير عليها، وبالتالي يمكن للشخص، ومن خلال تغير لون المنزل بإحداث فرق كبير على نفسيته، فمثلا قد يكون إستدال اللون الأزرق، وهو لون هادئ يعطي إحساس بالرسمية والرتابه، بلون أخر مثل الأرجواني الذي يعطي إحساس بالعظمة، والفخامة أو الأخضر الذي يريح النفسية، ويعطي المكان بعد الطبيعة له دور في قلب المزاج، وكسر الروتين.
كذلك الإضاءة لها دور كبير في ذلك، فكما نرى في السينما ومجال صناعة الأفلام تتغير وجهات النظر في الفلم تبعا للإضاءة، وكذلك الحال في المنزل، فالإضاءة التي تتخذ ذات الإتجاه تعطي شعور بالرتابة، ولكن تغيير توجهها مثلا إضاءة الزوايا بدلا من المنصف أو تغيير لون الإضاءة له دور في التأثير على النفسية أيضا وكسر الروتين و قلب المزاج.
الترتيب العام للأثاث
قد لا يستطيع أحدهم شراء أثاث جديد كلما ساءت حالته النفسيه، ولكن تغير تصميم الأثاث الأصلي داخل الغرف له دور في كسر الروتين، فمثلا تغير ترتيب المقاعد في غرفة الجلوس أو تغير ترتيب الأثاث في غرفة النوم مثل وضع السرير مقابل النافذة بدلا أن يكون بجانها وتغير مكان المرآة ودولاب الملابس. هذه اللمسات البسيطة لها دور كبير في التأثير على نفسية الأفراد و كسر ريتينهم في حال لم يكن بإمكانهم كسر الرويتن بطرق أخرى. إضافة إلى التحف، فوضع تحفة جديدة في مكان ما كان فارغا يخلق جو جديد يشعر صاحبه بأن هنالك فراغ قد إمتلأ، وترتيب قد كسر.