بصورة طبيعية، وتكاملية ينقسم الناس إلى فئات عديدة يختلفون فيما بينه بالقوة والمستوى المعيشي والشخصيات والتركيبات النفسية، والإجتماعية وغير ذلك، ويعتبر هذا الإختلاف أمر عادي لا تفاضل فيه ولا تمايز يمنح أحد الفئات الحق للتعدي على أخرى، إنما وجد هذا الإختلاف ليتكامل الناس، يتعاونون، ويتعارفون.
غير أن هذا الإختلاف، وتبعا لمشاكل نفسية أو إجتماعية تدفع فئة لإضطهاد فئة أخرى وتفضيل نفسها عليها بصورة هنجعية، كأن تقوم فئة ذات نفوذ مادي بإيذاء فئة أخرى أقل منها، والضغط عليها، ودفعها للقيام بأعمال غير مطلوبة منها، وبمعنى آخر التنمر عليها.
ويمكن تعريف التنمر بصورة أوضح على أنه سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص أو أكثر عمداً، جسديا أو نفسيا. ويهدف المتنمر أو مجموعة المتنمرين إلى اكتساب السلطة على حساب شخص أو فئة آخرى.
يمكن أن يتضمن التنمر تصرفات مثل التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو الاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه. ويتصرف المتنمرين بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو من أجل لفت الانتباه. ويمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل. وتؤدي كذلك بعض أنماط التربية الخاطئة إلى تعزيز صفة النرجسية ورفع وتيرة العدوانية لدى بعض الأفراد مما يجعلهم يمارسون التنمر بدورهم على من هم أقل منهم كما يظنون.
ليس هنالك فئة محددة تمارس التنمر أو تتعرض للتنمر إنما قد يأتي التنمر من طفل ذو 5 أعوام وصولا إلى شيخ كبير. وتعتبر المدرسة من أكثر المؤسسات التي يمارس فيها الطلبة بمختلف أعمارهم التنمر على بعضهم البعض، حيث أن هنالك إحصائية تقول أن هنالك طالب من بين 6 طلاب يتعرض للتنمر يوميا.
وفي سياق الحديث عن التنمر الذي يتعرض له الطلبة في المدرسة فإن كون الطالب مهاجر أو أجنبي يزيد من فرصة، وإحتمالية التنمر عليه إما لتأخر في اللغة أو إختلاف في الشكل أو إختلاف في التحصيل العلمي أو قدوم الطالب من مناطق صراعات، وكونه يحمل صفة لاجئ، فإن الطلبة المتنمرين وتبعا لموجة العنصرية التي قد تكون موجودة في المجتمع تنعكس على نفسية الطلبة والأطفال في المدارس، فتدفعهم لممارسة التنمر على زملاؤهم الأجانب. وأكبر مثال على ذلك ما يعاني منه كثير من الطلبة الأجانب من العرب والسوريين بالتحديد في المدارس التركية من تنمر من جانب زملاؤهم الأتراك.
وتقول التربوية ربا طالب الأخصائية في معالجة الأطفال باللعب أن الحل لمواجهة التنمر الذي يتعرض له الطلبة في المدارس يكون على صعيدين، أول منزلي، حيث يتوجب على الأهل دوما متابعة أطفالهم الذين قد لا يبوحوا بتعرضهم للتنمر، وذلك عبر ملاحظة سلوكهم إذا ما تحول لعدواني أو إنطوائي غير طبيعي أو مشاكل في النوم أو الخوف المبالغ فيه، وبغض المدرسة والتأتة . وفي هذه الحالات عليهم محاولة الحديث مع الطفل بكل وضوح وتعزيز ثقته بنفسه لمواجهة المتنمر دون خوف والدفاع عن نفسة بأسلوب غير عدواني إنما وقائي فالكلمة لها رد والضرب يحتمل الدفاع عن النفس.
على الصعيد الأخر على الأهل أن يتوجهوا للمدرسة و التحدث مع الأستاذ المشرف والمدير وعائلة المتنمر و المتنمر ذاته في سبيل حل المشكلة بشكل جذري.
لمزيد من التفاصيل يمكنكم متابعة هذه الحلقة من حقيبة مدرسة