تحتم الأوضاع الطبيعية لأي شخص يسعى للإلتحاق بمهنة معينة في مجال معين أن يحمل شهادة جامعية أو شهادة ممنوحة من مؤسسة تعليمية رسمية، فإن أراد العمل كمحامي عليه أن يحمل شهادة ممنوحة من كلية القانون، وإن أراد أن يعمل كمدرس فعليه أن يحمل شهادة من كلية التربية والتعليم، وإن أراد أن يشغل منصب بشركة ما فعليه أن يحمل شهادة من كلية الإدارة وعلى هذا المنوال.
ولكن في الفترة الأخيرة أصبحنا نرى دورات جانبية تؤهل حامليها ليكونوا رواد في مجالات عديدة فلم يعد العاملين في الإعلام على سبيل المثال يقتصر على دارسيه بصورة أكاديمية في الجامعات والكليات، بل أصبحت شهادة الخبرة أو الدورات المكثفة تصنع من بعض الأشخاص إعلاميين ذوي صيت عالي ومهنية مرتفعة، وكذلك الحال مع مهن أخرى أبرزها المحاسبة.
يقول الدكتور محمد الشامي المختص في العلوم المالية أن الشركات اليوم تنظر إلى الشهادات التدريببة والمهنية في مجال العلوم المالية والمصرفية والمحاسبة بعين الأهمية، فقد يكون المتطلب الأساسي عند التوظيف شهادة البكلوريوس في المحاسبة مثلا، ولكن وجود شهادات مهنية ودورات تدريبية تعطي الشخص مكانة وفرصة أكبر في التوظيف لأنه لم يدرس الأمر بشكل نظري بحت بل تعرف على جوانبه المهنية، وتعرف على أبرز البرامج التي يتم توظيفها في هذا المجال، والتي أصبح لا غنى عنها مع التطور الرقمي والتقني المتسارع في العصر الحالي.
في حين أكد أن هذا لا ينتقص من قيمة الشهادات الأكاديمية والجامعية، والتي تحمل قيمة نظرية وأكاديمية كبيرة يمكن للإنسان أن يعمل من خلالها في المجال الأكاديمي من جانب، ومن جانب أخر تطويرها ودعمها بالشهادات المهنية والدورات التدريبية التي لا تستغرق وقت طويل للحصول عليها ويمكن إقرانها بالفترة الدراسية للبكلوريوس مما يجعله شخص لا يمكن رفضه عند التوظيف في ميدان العمل.
ونوه أن الشهادات المهنية مقسومة إلى قسمين الشهادات المهنية المحلية مثل الشهادات التي تعرف الإنسان بالقوانين المهنية وقوانين الضرائب، وأسلوب سير العمل في منطقة ما، والقسم الثاني هي الشهادات الدولية أو العالمية التي يتم من خلالها دراسة السوق العالمي ومتطلباته والبرامج الرقمية المستخدمة في السوق المالية بشكل عالمي وموحد، مثل شهادات ال CNA و CBA المختصة في علوم المحاسبة أو شهادة ال SFA التي تؤهل الشخص للعمل في البنوك والبورصة، وغيرها من الشهادات.
وأضاف أن الشهادات العالمية على وجه الخصوص تمنح مالكها أفاق واسعة للتوظيف فهي معتمدة عالميا ويتم الحصول عليها بعد اجتياز امتحان يكون باللغة الإنجليزية مما يؤكد أن صاحبها يحمل قدرة لغوية عالية في اللغة الإنجليزية، وكذلك تجعل الشخص أكثر مهنية وإحترافية. في ذات الوقت أكد أن حاملي الشهادة عليهم أن يسعوا إلى ما أبعد من الحصول على الشهادة وحسب بل الإستفادة الفعلية منها وتطوير الذات من خلالها.
وتبعا لوجود الدكتور محمد الشامي في تركيا أشار أن هذه الشهادات ترفع من نسبة توظيف الأجانب في الشركات التركية والعالمية الموجودة في تركيا في ظل الصعوبات التي يواجهها الأجانب في التوظيف الرسمي في الشركات الرسمية في تركيا.
يمكن معرفة المزيد من خلال الرابط التالي: