تحدث حالات الطلاق بين الأزواج في المجتمعات بشكل كبير يوميا، تبعا لمشاكل عديدة ترى المحكمة بعد النظر لها أنها تستوجب الطلاق، مثل البخل والخيانة والعنف والشدة أو وبكل بساطة عدم الإتفاق والتفاهم بين الزوجين. لكن العصر الرقمي غير العالم على جميع الأصعدة حتى وصل الأمر إلى أن يكون في الوقت الحالي السبب الرئيسي في معظم حالات الطلاق.
حيث يروي الشاب أبو محمد خلال لقاء معه تم بطلب منه عبر برنامج صباحك مسك تفاصيل طلاقة من زوجته بسب لعبة إلكترونية على شبكات الإنترنت حيث أن إدمانه على لعبة ورق الشدة بشكل مفرط أدى، وبعد مشاكل عديدة إلى طلب زوجته للطلاق.
يقول أبو محمد أنه كان يخرج من عمله في المساء وبمجرد دخوله للمنزل يمسك بهاتفه ليبدأ جولة جديدة في لعبة ورق الشدة، ويظل هكذا حتى ساعة النوم. وحتى عند الأكل كان يأكل بيد و يلعب باليد الأخرى مما أثار غضب زوجته الشديد. هذا من جانب، ومن جانب آخر تخلق هذه الألعاب فضاءات إفتراضية يلعب بها الناس مع بعضهم البعض بالصوت والصورة أحيانا كأنهم يجلسون سويا مما زاد من غضب زوجته حتى خيرته بين أن يستمر زواجهم أو يترك اللعبة في حين إختار أبو محمد اللعبة التي أصبح مدمن عليها بشكل لا يوصف. إلى الحد الذي جعله يكمل اللعبة حتى اليوم التالي في الوقت الذي كانت زوجته خارجة من المنزل بعد أن أختار أبو محمد اللعبة على حياته الزوجية.
قصة أبو محمد ليست جديدة ولا فريدة من نوعها، فهذه القصة أصبحت قصة لكثير من المطلقين والمتخاصمين من الأزواج إنما قد تختلف المسميات، فإما لعبة الورق أو لعبة الفيفا أو لعبة PUBG الإفتراضية الشهيرة.
إن المشكلة الكبيره في هذه الألعاب هي الإدمان الكبير عليها، ويأتي هذا الإدمان على الألعاب الإلكترونية من عدة أسباب، أولا أنها تخلق واقع إفتراضي، فيشعر اللاعب نفسه داخل اللعبة كأنه على أرض الواقع مما يرفع نسبة الحماس والأدرينالين لديه، ومع الوقت يشعر أن هذه الألعاب المحفزة هي التي تستطيع إخراجه من الأجواء الروتينية، والواقع الذي قد يكون ممل أو مليء بالهموم لدى الكثيرين.
وهذه الألعاب لا تؤثر على حياة المتزوجين وحسب إنما لها مخاطر بسبب الإدمان عليها على جميع من يلعبها، فهي تحول الشخص إلى سيئ المزاج وعصبي، وكما يصبح منطوياً معزولاً عن المجتمع، وتراهم يتفاعلون مع الأسلحة التي يعثرون عليها كما في لعبة ال PUBG، وبعد فترة يبدأ يتماها مع اللعبة على أرض الواقع. فعند اللعب لساعات طويلة، وهو المبدأ الذي تقوم عليه اللعبة، فهذا يؤثر على الطلبة وانخفاض مستواهم الدراسي، وكذلك بالنسبة للموظفين فلعبها يؤثر سلباً على إنتاجهم وأدائهم في العمل، ناهيك عن تأثيره على الصحة حد الموت!
فقد رأينا كثيرين إما أصيبوا بجلطات دماغية أو قلبية بسبب اللعبة رغم أنهم قد يكونوا في مقتبل العمر. على صعيد آخر سمعنا العديد من القصص عن قيام هؤلاء الأشخاص بجرائم قتل على خلفية هذه اللعبة. والأخطر إستخدام بعض المنظمات المشبوهه هذه المواقع للإيقاع بالشباب في وحل الدعارة أو الجاسوسية.
والتخلص من هذه الألعاب يقع بشكل رئيسي على لاعبيها، حيث يتوجب عليهم هجر اللعبة بشكل تام دون العودة بشكل متفاوت لأن ذلك قد يؤدي إلى العودة إلى الإدمان عليها من جديد، وشغل النفس بما هو أنفع منها على أرض الواقع.
يمكنك متابعة القصة كاملة من خلال الرابط التالي: