عندما يمرض أحد ما يقوم الطبيب بفحصه، وإذا ما كانت الأعراض توحي بخلل داخلي يحتاج الوضع فيها إلى فحص الأعضاء الداخلية يقوم الطبيب بدوره بإجراء عملية لأخذ خزعة ما أو إدخال أجهزة معينة إلى جسم المريض لفحص أعضائه الداخلية المنشودة مثل تصوير المعدة بمنظار يتم إدخاله عن طريق الفم.
ولكن لربما يتسائل كثيرين كيف يتم فحص أعضاء الجنين الداخلية عندما يكون في داخل جسم الأم عند الحاجة، في حين أن المساس بالطفل في رحم أمه قد يؤدي أحيانا إلى الإضرار به؟
في هذا السياق توصل باحثون أتراك إلى برنامج طبي مرتبط بالذكار الصناعي يساعد في الكشف عن أمراض الأجنة في الأرحام. حيث يقوم هذا البرنامج بتشخيص أمراض الجنين داخل رحم أمه مثل التشوهات والإضطرابات المتعلقة بالأعضاء أو الجينات.
فريق مكون من خمس عشر شخص يقودهم الطبيب “امره اندريم”، وهو أستاذ في قسم جراحة الأطفال في كلية الطب في جامعة كوتش في اسطنبول، حيث أستطاع هذه الطبيب بالتعاون مع فريقه في إنتاج هذا البرنامج الطبي الذكي الذي يكشف عن أمراض لم يكن من السهل معرفة إصابة الجنين بها والتوصل لها إلى بعد ولادة الجنين.
ويعمل البرنامج الجديد عبر الموجات فوق الصوتية، والرنين المغناطيسي أثناء المتابعة الدورية للحمل. كما ويساعد الجراحيين على إجراء عمليات جراحية للجنين وهو داخل الرحم بعد تشخيص مرضه، مما يساعد على ولادة طبيعة للجنين، وهو خالي من الأمراض، ومعافى في الوقت الذي كان قد يُخلق بمرض مستديم أو يدخل بعد ولادته برحلة طويلة من العلاجات حتى الشفاء.
ناهيك عن إنقاذ كثير من الأطفال، والحفاظ على حياتهم في الوقت الذي كان من المحتمل أن يموتوا في أرحام أمهاتهم، وكذلك حماية الأمهات من أي أمراض قد تترتب على مرض أو موت جنينها في رحمها.
وأشار الدكتور “إمره” أنه بدأ بدراسة الذكاء الإصطناعي وتقاطعه مع العلوم الطبية منذ أن كان يكمل دراسته في الولايات المتحدة، ليعود محمل بالعلوم لخدمة وطنه الأم تركيا.
كما نوه أنه و بدعم حكومي سيتم تطوير هذا الرنامج ليتم إستخدامه في فحص الأعضاء الداخلية للأجنة مثل فحص العيون والجلد والأذن والقلب وغيرها من الأجهزة المعقدة والأساسية في الجسم.
على صعيد تركيا فإن هذا الإختراع يضعها في مقدمة مع الدولة ذات الإكتشافات والإختراعات العلمية في مجال الذكاء الإصطناعي والمجال الطبي في آن واحد. حيث أن الإكتشافات الطبية والعلمية أصبحت أيضا مضمار للسباق تتنافس فيه الدول في عصر أصبح كل شيء يعتمد على الآلات والرقمنة. ناهيك أن هذا الإختراع سيرفع من ترتيب تركيا، ومكانتها في مجال السياحية العلاجية لتصبح أول دولة تقوم بعلاج وتشخيص أمراض الأجنة عبر الذكاء الإصطناعي، في الوقت الذي يعتمد أكثر من 40 مركز صحي حول العالم على الذكاء الإصناعي في فحص البالغين فقط..