يحتوي جسم الإنسان على نوعين من الغدد، وهي الغدد الخارجية التي لا تفرز هرمونات انما ترتبط بعمليات الإفرازات الخارجية مثل الغدد العرقية المسؤولة عن تعرق الإنسان. والنوع الثاني هي الغدد الصماء، وهي الأكثر أهمية، حيث يقوم عليها الجسم بشكل أساسي في كل عملياته حسب الغدة. حيث أن الغدد الصماء تنتج هرمونات بصورة مختلفة كل حسب وظيفته لإتمام العمليات الحيوية، والرئيسية في الجسم.
وتتوزع الغدد في أماكن متفرقة من الجسم، فمنها ما يوجد في الدماغ، مثل منطقة تحت المهاد، والغدة الصنوبرية، والغدة النخامية. ومنها ما يوجد في الرقبة مثل الغدة الدرقية، وهناك الغدة الزعترية التي تقع بين الرئتين، والغدد الكظرية فوق الكليتين، المبايض والخصيتان في الحوض.
قد تصاب الغدد بخلل أو مشاكل بصورة ما، ولكن تعتبر الغدة الدرقية من أكثر الغدد التي قد تتأثر وتتعرض لخلل في عملها، حتى أنه إذا أصيبت الغدة الدرقية لدى أحدهم، فسيكتفي بالقول أنه مريض بالغدة دون تفصيل أي الغدد بالتفصيل لشدة شيوع أمراض الغدة الدرقية المختلفة.
وتنقسم أمراض الغدة الدرقية بصورة رئيسية كما وضحها الدكتور أنس شيخة أخصائي الجراحة العامة والتنظيرية إلى قسمين، الأولى مرتبطة بوظيفتها وهي الأكثر شيوعا، حيث أنها مسؤولة وبشكل رئيسي عن عمليات الإستقلاب، وإفراز هرمونات التي تتمم عملية الأيض. وعملية الإستقلاب هي تلك العمليات الكيماوية الحيوية التي يقوم بها الجسم للحصول على الطاقة اللازمة له عبر تفاعل الأكسجين مع المواد الغذائية. حيث أن الخلل في إفراز الهرمونات يؤدي إلى خلل في الجسم يستدل عليه بأشكال مختلفة، إما عن طريق الوزن أو معدل النوم أو الأظافر و تساقط الشعر أو الخمول أو النشاط، وصولا إلى الإضطرابات القلبية. حيث أن الزيادة في الهرمون أو النقص في إفرازة سيؤدي إلى خلل ما في الجسم.
أما القسم الثاني من الأمراض، فمرتبط بشكل الغدة، حيث أن الغدة الدرقية قد تكون في وضع وظيفي سليم، وتفرز جميع الهرمونات بمعدل طبيعي وصحيح، ولكن تضخم الغدة أو ظهور عقد، وقد تصل أحيانا إلى ظهور خلايا سرطانية تؤدي إلى ضيق نفس لدى المريض أو صعوبة في الإبتلاع تبعا لوجود الغدة الدرقية بشكل ملتف حول الحنجرة. وفي بعض الأحيان قد تؤدي الخلايا السرطانية في الغدة الدرقية إلى وفاة المريض في حال لم يتم معلاجته بشكل سريع، ودقيق.
وذكر الدكتور أنس شيخة أن فحص أمراض الغدة المتعلقة بالهرمونات سهل، وبسيط، وغير مكلف. حيث أن الغدة الدرقية يتم تحفيزها من قبل الغدة النخامية بواسطة هرمون (TSH) الذي بدوره يحرض الغدة الدرقية لإفراز هرموني ال (T3 , T4)، وبالتالي يتم فحص نسبة هرمون ال TSH بدلا من فحص هرمونين للتعرف على سلامة الغدة الدرقية.
أما إذا كان المريض يعاني من مشاكل في شكل الغدة الدرقية فيمكن للطبيب فحص الغدة من خلال تحسس حجم الغدة التي ستكون بارزة في الغالب لدى المريض أو أخذ خزعة منها. ونوه الدكتور أنس أن أمراض الغدة الدرقية هي أمراض وراثية، وتكون شائعة لدى النساء أكثر من الرجال، ويمكن أن يصاب الأطفال بها أيضا.
لمزيد من التفاصيل يمكنكم متابعة اللقاء الكامل مع الدكتور أنس شيخة في برنامج دكتور مسك من خلال الرابط التالي: