تواصل الليرة التركية هبوطها أمام الدولار الأمريكي منذ مطلع عام 2018 بصورة ملفتة، وحتى اليوم، حيث سجلت الليرة التركية اليوم أعلى إنخفاض سجلته بفارق 8.20 ليرة تركية مقابل الدولار الأمريكي.
يأتي هذا الإنخفاض في ظل تضيقات، وسلسة عقوبات تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على تركيا تبعا لعدة عوامل. وليست الليرة التي تعاني في ظل هذا الصراع، حيث حذرت الولايات الأمريكية في الأيام الماضية رعاياها من زيارة تركيا لأي غرض من الأغراض، وعلى رأسها الأغراض السياحية، بحجة أن المنطقة غير آمنة، ومزعزعة أمنيا، ومعرضة على الدوام لعمليات إرهابية من خطف وتفجير وغيرها. ويأتي هذا التصريح في ظل محاولة الولايات المتحدة التضييق على تركيا، وهدم إقتصادها بأي شكل من الأشكال في ضوء أن السياحة في تركيا أحد ركائز الإقتصاد التركي.
وعقّب المحلل السياسي التركي حمزة تكين على هذه التصريحات، أنه تم نشرها، والإفصاح عنها بشكل مباشر دون مناقشتها أو عرضها على الداخلية التركية قبل نشرها، إضافة إلى أن هذه التصريحات لم تنادي بمثلها أيٌّ من السفارات الغربية، مما يؤكد على النوايا، والخبايا التي تحملها هذه التحذيرات التي في مفادها رسالة سياسية، وليس هدفها تحقيق الأمن، والسلام، وحماية المواطنين الأمريكيين كما تدعي
ووضح أن هذه الرسالة تأتي في سياق عدة إجراءات بهدف الضغظ على تركيا بناء على ملفات أخرى بين تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية. وأشار أن هذه الملفات مثل تدخل تركيا في الشأن السوري، والشأن الليبي، والعراقي، وغيرها من قضايا الشرق الأوسط إضافة إلى قضية التحرك الأذري نحو تحرير أراضيه المحتلة من قبل أرمينيا. وحديثا منظومة الدفاع الجوية التركية التي صرحت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستفرض عقوبات على تركيا إذا ما إستمرت في تطويرها في حين ردت تركيا “أنها لا تأبه”.
ونوه في ذات السياق أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها أمريكا التأثير على الإقتصاد التركي، فمنذ عامين، وهي تحاول تدمير الليرة التركية، ولكن ورغم الهبوط التي تعاني منه الليرة إلا أنها لم تصل إلى الحد الذي تتمناه أمريكا لتركيا.
وعلى صعيد الإقتصاد التركي بشكل عام، فهو ما زال في إرتفاع، ففي الوقت الذي أصبح فيه سعر برميل النفط الأمريكي في السالب في أوج جائحة كورونا كان الإقتصاد التركي، ومايزال على ما يرام وإن تأثر، ولكن ليس بالقدر الذي عانت منه دول أخرى فالبطالة ما زالت في تناقص، والتجارة العالمية من تركيا إلى خارجها ما زالت في إرتفاع، وتزايد.
وعلى صعيد الرد التركي على هذه التضيقات، والتصريحات، فقال الأستاذ حمزة تكين “أن تركيا بالعادة لا تتبع منهج عشوائي في الرد كأن تقوم بتحذير، وزعزعة رعاياها في أمريكا دون سبب حقيقي، إنما تقوم بحل هذه المشاكل على طاولة المفاوضات عبر الملفات العالقة بين الطرفين بصورة تزيدها قوة لا تضعفها”.
لمزيد من التفاصيل تابع هذه الحلقة من برنامج صباحك مسك: