تقرير- محمد عبدالرحمن
قراءة- زاهر أكرم
صادقت اللجنة الثانية لحماية الممتلكات الثقافية بإسطنبول في 19 يناير / كانون الثاني عام 2017 على مشروع بناء مسجد في منطقة تقسيم الشهيرة. ولم يبق بعد هذا القرار أمام تحقيق حلم طال انتظاره حوالي 50 سنة غير البدء بإنجاز المشروع المعماري الفريد.
حلم يمتد من العهد العثماني
“مسجد تقسيم” الذي قد يطلق عليه لاحقا اسم آخر، سيتم بناؤه وراء “مقسم تقسيم” وهو المنشأة التي بناها السلطان العثماني محمود الأول عام 1731 لتوزيع المياه إلى شبكة المنطقة. وسيتسع لأكثر من 2500 مصليا. وستكون له مئذنتان طول كل واحدة منهما 61 مترا، وقبة كبيرة قطرها 28 مترا.
المناشدات بدأت تطلق عام 1968 للمطالبة ببناء مسجد في منطقة تقسيم بإسطنبول، إلا أنها قوبلت دائما برفض قاطع من قبل السلطات التركية.
لماذا تمت عرقلة بناء مسجد في تقسيم لمدة خمسة عقود؟
لأن القوى العلمانية ترى ميدان تقسيم وما حوله منطقة تابعة لها، وتعتبر بناء مسجد في تلك المنطقة تغييرا لهويتها العلمانية. كما أن ميدان تقسيم يعتبر رمزا للمجموعات اليسارية.
الرئيس أردوغان على رأس المطالبين ببنائه
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان كان آنذاك على رأس المطالبين ببناء مسجد في منطقة تقسيم. وحاول أردوغان إنجاز هذا المشروع حين كان رئيس بلدية إسطنبول ما بين عامي 1994 و1998، إلا أن القوى المسيطرة على حكم البلاد آنذاك منعته من بناء مسجد في تلك المنطقة.
منطقة ذات أغلبية مسلمة
وتوجد بالقرب من الميدان مساجد صغيرة، إلا أنها لا تتسع للمصلين في صلاة الجمعة، ويضطر الناس أن يفرشوا سجاداتهم على الطرقات لأداء صلواتهم، كما أن إقبال السياح العرب والمسلمين على زيارة تلك المنطقة السياحية ازداد في السنوات الأخيرة، ما يعني أن هناك حاجة ماسة لبناء مسجد يليق بهذا الجزء الشهير من مدينة إسطنبول.
مسجد تقسيم، مثل الحجاب، لأنه يعتبر من المعارك التي خاضها الأتراك لمدة طويلة من أجل حرية العبادة، وها هم اليوم قاب قوسين أو أدنى من النهاية السعيدة والانتصار في الثامن والعشرين من مايو الجاري.