أدى اهتمام إسبانيا الكبير بالمسلسلات التلفزيونية التركية، إلى فتح الباب أمام اتفاقيات تعاون بين شركات الإنتاج التلفزيوني في البلدين.
وتستعد جمعية مصدري الخدمات التركية، التي تتابع عن كثب النجاحات العالمية التي تحققها المسلسلات التلفزيونية، لإبرام اتفاقية مع إسبانيا، من أجل توسعة آفاق التعاون بين شركات الإنتاج في البلدين.
في هذا السياق، يعقد ممثلو قطاع إنتاج المسلسلات التلفزيونية التركية والإسبانية وصناعة الأفلام، اجتماعًا مشتركًا في إسطنبول في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري.
ويهدف الاجتماع الذي سيستغرق يومين، بتنظيم من جمعية مصدري الخدمات التركية ووزارة التجارة والسفارة التركية في مدريد، إلى تعزيز موقع وانتشار المسلسلات التي تلقى اهتمامًا منقطع النظير في إسبانيا منذ نحو 4 سنوات.
وتعقد 5 شركات إسبانية تعمل في قطاع الإنتاج وهي “أتريسميديا” (Atresmedia)، و”سيكويا” (Secuoya)، و”تي في جي” (TVG)، و”اي تي بي” (ETB)، والتلفزيون الحكومي الإسباني (RTVE)، اجتماعات مع القنوات التلفزيونية والمنتجين الأتراك لمناقشة عمليات الشراء والتعاون في مجال الإنتاج.
كما تعتزم القنوات الإسبانية إبرام اتفاقيات تعاون مع الشركات التركية حول الأفلام الوثائقية وبرامج الأطفال، الى جانب المسلسلات.
وتسعى جمعية مصدري الخدمات التركية إلى بناء علاقات وإبرام اتفاقيات تعاون مع شركات الإنتاج التلفزيوني في العديد من بلدان العالم، وزيادة التعاون بين شركات الإنتاج في تركيا ونظيراتها في تلك البلدان.
– المسلسلات التركية في إسبانيا
تم بث أول مسلسل تلفزيوني تركي في إسبانيا (ما ذنب فاطمة جول؟) عام 2018، وحظي المسلسل بمتابعة المشاهدين الإسبان. هذا الوضع دفع شركات الإنتاج إلى زيادة اهتمامها بعرض المسلسلات التركية ليبلغ عددها والتي جرى بثها في إسبانيا 20 حتى الآن.
وبحسب الإحصائيات، فقد غطت المسلسلات التركية ما مجموعه 461 ساعة بث على القنوات الإسبانية في عام 2018، وارتفع هذا الرقم إلى 3 آلاف و286 ساعة عام 2020.
ومؤخّرًا، بدأت محطة “أنتينا 3” الخاصة ببث المسلسلات “للآت النساء” (Kadın) و”ابنتي” (Kızım) وأخيراً “عمارة الأبرياء” (Masumlar Apartmanı) في الفترات الزمنية الأكثر مشاهدة (وقت الذروة).
وقد أدى بث المسلسل التلفزيوني التركي “للاّت النساء” ثلاثة أيام في الأسبوع، تحقيق موسم ناجح بمتوسط 2 مليون مشاهد و16.9 بالمئة من نسبة المشاهدات، فيما وصفت الصحافة الإسبانية بث المسلسلات التركية في فترة الذروة على أنها “مخاطرة أدت إلى نجاح كبير”.
وذكر مقال نشرته صحيفة “الباييس” (El Pais) الإسبانية، أغسطس/ آب الماضي، أن المسلسلات التركية تسبب منافسة كبيرة في القنوات الإسبانية.
وأضاف المقال أن مفتاح النجاح الذي حققته المسلسلات التركية يمكن تلخيصه في أن الشخصيات الرئيسية في تلك المسلسلات قريبة من الواقع والجمهور، كما أن القصص العاطفية التي تسردها المسلسلات تتناسب مع مختلف الثقافات.
ولفت المقال إلى أن المسلسلات التركية، التي حققت نجاحًا عالميًا في السنوات العشر الماضية، تحولت إلى قطاع قوي في عالم صناعة المسلسلات التلفزيونية العالمية، بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح المقال أن الإسبان الذين يتابعون المسلسلات التركية بدأوا بإظهار اهتمام خاص بالممثلين الأتراك، كما بدأوا بطرح وجهات نظرهم بخصوص تلك المسلسلات، على مواقع التواصل الاجتماعي، الى جانب إبدائهم اهتماما أكثر بالثقافة التركية.