بعد اجتياز مرحلة الثانوية العامة بنجاح يجد كثير من الطلاب في أنفسهم الحيرة بعد أن اصبحوا على أبواب الدخول إلى الجامعة، وانحصارهم في بؤرة يتوجب عليهم فيها اختيار التخصص الجامعي الذي سيدرسونه في الجامعة، والذي بدوره سيؤهلهم بعد فترة إلى سوق العمل، تتمحور حيرة معظم الطلبة في أي من التخصصات عليه الاختيار حيث يُعتبر هذا السؤال من الأسئلة المصيرية التي يبني الطالب مستقبله المهني عليها.
إن كثير من الطلبة يختارون التخصص الجامعي بناءً على توصية الأهل والمحيط، أو لمجرد أنه أكثر التخصصات التي يتطلبها سوق العمل في فترة ما، ولكن في بعض الأحيان قد يختار الطالب تخصص يكتشف في ما بعد أنه لا يناسب ميوله ورغباته. حيث ان كثير من الطلبة وجدوا أنفسهم في المكان الخاطئ بعد السنة الدراسية الجامعية الأولى، والبعض كان وضعهم أسوء حيث أنهم أدركوا أن التخصص الذين قاموا باختياره لا يتناسب معهم عند انخراطهم في سوق العمل مما يشكل ضغط نفسي على الأفراد، فإما أىن يكملوا ما بدؤوا بدون شغف، والبعض الاخر يضطر إلى اعادة الكرة من جديد في حين تضيع السنوات السابقة دون فائدة تعود عليه.
أين تكمن المشكلة؟ وما الحل؟
يقول المرشد المهني سامي الزين “أن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم ربط المراح الدراسية بعضها ببعض حيث يتوج على الافراد أن يربطوا المراحل الاكاديمية مع المرحلة المهنية المتمثلة بمرحلة العمل”، حيث أن المرحلة الاكاديمية التي يتلقى فيها الفرد المعلومات في المراحل الدراسية المختلفة لا يمكن فصلها عن المرحلة العملية أو التطبيقية لما تم تعلمه. وبعد الربط بين هذه المراحل ومعرفة الشكل العملي بجدر على الفرد الإجابة عدة اسئلة مهمة وهي: “من أنا”، والهدف من هذا السؤال إكتشاف السمات الشخصية وتناسبها مع المهنة المستقبلية، “لماذا هذا المهنه”، “ماذا سأفعل داخل هذه المهنه”، وأخيرا سؤال “أين ستكون هذه المهنه”، حيث أن هذه الاسئلة سوف تساعد الفرد على معرفة سبب اختياره لتخصص ما، والذي سوف يساعده بدوره في التوجه الى سوق العمل.
التوجيه المهني
بالنظر إلى الاسئلة السابقة والتي تساعد الفرد على اختيار التخصص المناسب له تبنى هذه الاسئلة على نظرة التوجيه المهني التي تنقسم الى 6 اقسام يقوم الشخص بإجراء اختبار شخصي ينتج عنه نسب متفاوتة لكل فرع تعطي بدورها مؤشر للفرد أي التخصصات تتناسب معه أكثر.
تتجمع هذه الاقسام الستة في كلمة RIASEC والتي يمثل كل حرف فيها قسم، يمثل الحرف الاول البعد العملي التطبيقي وتشمل التخصصات التي تودي بصاحبها إلى العمل في مجال محسوس وملموس يتطلب فيها استخدام الحواس والجسد مثل الصيانة والجراحة والرياضة والجيش وغيرها. في حين يمثل حرف ((I وهو الحرف الثاني البعد الاكاديمي والبحثي وهو يتمثل بالأعمال التي تودي بصاحبها إلى البحث والتحليل والتدريس. على صعيد الحرف الثالث، وهو الحرف A)) فهو يمثل جميع الأعمال المتصلة بالفنون مثل الرسم الغناء وما الى ذلك. أما الحرف الرابع فيمثل العمل ذو البعد الاجتماعي الذي يتم من خلالها تطوير المجتمع. على صعدي الحرف الخامس (E) فهو يمثل البعد الاقتصادي والقضائي والسياسي، وأخيرا حرف ال ((C الذي يمثل الأعمال ذات البعد التنظيمي سواء تنظيم الأحداث والفعاليات على أرض الواقع او تنظيمها الكترونيا مثل كتابة الرموز الرقمية. بعد قياس نسبة ميول الشخص لكل قسم يتم اخذ أكثر قسمين حصلا على اعلى نسبة ويتم دمجهم سويا كأن نقول أن شخص حصل على نسبة عالية في البعد التطبيقي والاقتصادي بالتالي يتوجه صاحبها الى تخصص يؤهله ان يعمل في مجال انتاج آلات للبيع في السوق. ويعتبر هذا الاختبار العالمي أحد أسهل و أوضح الطرق التي يمكن للشخص من خلالها اكتشاف شغفه ورغباته، واختيار التخصص السليم دون الوقوع في مشاكل.