نلاحظ عبر وسائل الاعلام أو حتى على أرض الواقع تعرض بعض الأجانب المقيمين في تركيا إلى شكل من أشكال العنصرية التي قد يمارسها عليه فرد من افراد المجتمع التركي، وفي ظروف أخرى لابد وأننا سمعنا عن الصعوبات التي يواجهها كثير من الاشخاص، و خصوصا اللاجئين السوريين في تركيا في الدوائر او المدارس الحكومية او المجتمع ف التركي ككل.
وفي ظل صعوبة الاندماج الحاصلة بين المجتمع التركي والأجانب قامت دائرة الهجرة في اسطنبول، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية التركية بإطلاق دورات للدمج الاجتماعي للمواطنين السوريين المقيمين في اسطنبول.
وهي دورات يتم من خلالها تعريف الملتحقين بحقوقهم وواجباتهم في المجتمع التركي كذلك يتم تعريفهم على العادات، والتقاليد التركية، وعرض الأمور الأساسية التي قد تؤدي إلى خلق حساسية بين المجتمع التركي، والمجتمع السوري او الاجانب بشكل عام، وكيفية تجنبها، حيث أن هنالك بعض التصرفات أو الممارسات التي قد تعني في مجتمع ما شيء معين، ولكن قد تحمل دلالات اخرى ومختلفة تماما داخل المجتمع التركي، واحيانا قد تحمل دلالات سلبية ترفع بدورها العنصرية والتنافر بين المجتمعين. بالإضافة إلى ذلك تقدم الدورة إرشادات عن كيفية التصرف في الأزمات من خلال التعريف بأرقام الطوارئ في تركيا وكذلك التعريف بكيفية التواصل مع الدوائر الرسمية في تركيا، وغيرها من الأمور المشابهة.
يتم تطبيق هذه الدورات عبر مركز التعليم الشعبي في اسطنبول وتمتد الدورة 8 ساعات يتم إنجازها خلال يوم أو يومين ويمنح الملتحقين بعد الدورة شهادة تدل على التحاقهم بها. أما عن المكان فيتم تقديم هذه الدورات في مركز التعليم الشعبي في منطقة الفاتح ومن المرجح أن تتوسع في ما بعد إلى مناطق أخرى في اسطنبول.
يقول الأستاذ عبد المؤمن الحسامي المختص في شؤون الأجانب في مركز التعليم الشعبي “إن الجهة القائمة على مثل هذه الدورات بذلت كثير من الجهد في الإعداد والتنسيق حتى تساعد الاجانب للاندماج في المجتمع التركي خصوصا بعد ارتفاع وتيرة المشاكل والعنصرية في الفترة الاخيرة”.
قال الحسامي حول إذا ما كانت هذه الدورات إلزامية أو لا “أن دائرة الهجرة لم تصدر قراراً رسمياً بإلزامية هذه الدورات حتى الان، إلا أنها تتجه نحو جعلها إلزامية”، وهذا ما جرى في بعض المدراس، حيث قامت بعض المدارس التركية بإبلاغ أولياء أمور الطلاب السوريين بأن حضور هذه الدورات إلزامي، وقد تُطلب منهم شهادة انهاء هذه الدورة اثناء تقديم الاوراق والمعاملات الرسمية.
وفي السياق أكد الحسامي أن هذه الدورات التي بدأت في نهاية في سبتمبر من عام 2019 لا يمكن أن يتم توقفها بشكل تام ولكن الظروف المحيطة مثل كورونا، والعطلة الصيفية أدت إلى توقفها هذه الفترة بشكل مؤقت، ولكن من المرجح أن تنطلق من جديد مع بداية شهر سبتمبر/ ايلول.