قال المهندس التركي سلجوق بيرقدار، المدير التقني لشركة “بيكار” للصناعات الدفاعية، إن بلاده تحررت من التبعية للخارج وطائراتها المسيّرة هي الأفضل في العالم.
حديث بيرقدار جاء في حوار مع برنامج “المقابلة” على قناة “الجزيرة” القطرية بثته مساء امس الأحد، وتناول فيه قصة تطوير الطائرات التركية المسيرّة بتكنولوجيا محلية، ودوره في صناعة جيل جديد من المسيّرات بعد أن كانت تركيا تستوردها.
وقال بيرقدار، مطور الطائرات المسيرّة التركية، إن الطائرات المسيرّة التي طورها بدأت من ورشة عمل صغيرة، وكانت مشروعا صغيرا لصناعة طائرات تستطيع الطيران بصورة أوتوماتيكية (بواسطة برمجيات).
وتابع أن أول نسخة منها كانت طائرات صغيرة (بيرقدار ميني)، وهي ذات مدى طيران قصير وتستطيع التحليق في السماء لمدة ساعة واحدة وتقوم باستطلاع مباشر، ويمكنها التحليق لمسافة 15 كيلومترا.
وأضاف أن “العمل على مشروع الطائرات المسيّرة “بيرقدار تي بي 2″ (TB2) بدأ عام 2010، ثم شرعت مستشارية وزارة الصناعات الدفاعية عام 2014 في العمل على هذه الطائرات، لتدخل ضمن قائمة أسلحة القوات المسلحة للمرة الأولى عام 2014”.
وأكد أن هذه الطائرات “كانت ناجعة جدا في عملية مكافحة الإرهاب وفي العمليات التي جرت خارج تركيا”.
وأردف أنه “بدأ العمل على طائرات “أكنجي” المسيّرة عام 2016، وهي طائرات كبيرة تحتوي على 100 حاسوب، بخلاف “بيرقدار تي بي 2″، التي تحتوي على 40 حاسوبا”.
** قدرات عالية جدا
ووفق المهندس التركي فإن “تركيا كانت تشتري الطائرات المسيّرة من إسرائيل، لكن الطائرات المستأجرة من الخارج لم تكن عام 2009 تستطيع الصعود والهبوط بصورة أوتوماتيكية، وكان الطيارون الإسرائيليون يجعلون الطائرات المسيّرة تصعد وتهبط بواسطة جهاز تحكم يدوي”.
وتابع أن “تركيا استطاعت لاحقا أن تصنع الطائرات المسيّرة بدءا من الأصغر حجما، وكانت طائراتها تستطيع الصعود والهبوط بصورة أوتوماتيكية، اعتمادا على برمجيات قامت بتطويرها”.
وعن مواصفات الطائرات المسيّرة التي تنتجها تركيا، قال بيرقدار إن “بيرقدار تي بي 2 هي أشهر طائرة مسيرة في العالم، وتعمل مع 16 دولة، ويبلغ مداها مئات الكيلومترات، وتستطيع البقاء في الهواء 27 ساعة، ويمكنها حمل حمولة تصل إلى 130 كيلوغراما، ومزودة بتجهيزات عسكرية ذكية وحساسة جدا”.
أما طائرات “أكنجي” المسيّرة، وفق بيرقدار، فهي أكثر تقدما من “بيرقدار تي بي 2″، إذ تتمتع بقدرات عالية جدا ويمكنها القيام بمهام إستراتيجية وحمل صواريخ كروز، ولديها القدرة على الاشتباك الجوي، ويمكن التحكم فيها عبر الأرقام الصناعية.
ومن مواصفات الطائرات المسيّرة التركية صعوبة كشفها بالرادارات، وقد حققت نجاحا كبيرا ضد الدبابات والمنظومات الدفاعية في الأماكن التي استُخدمت فيها، مثل إدلب السورية والحرب في إقليم قره باغ بأذربيجان.
** تطوير محلي
وعن سر التحول الذي حققته تركيا في مجال الصناعات الدفاعية المحلية خلال الأعوام العشرين الماضية، ربط بيرقدار الأمر بالتفاني في العمل والتحرر من التبعية للخارج.
وأفاد بيرقدار بأن بلاده كانت تعتمد على الخارج بنسبة 85 بالمئة في مجال الصناعات الدفاعية، لكنها أصبحت قادرة على الاعتماد على نفسها.
وأكد أنه تم تطوير جميع تصاميم العمل والمكونات الجوهرية، ولم تعد لدى تركيا أي تبعية للخارج في مسألة تأمين المواد أو المكونات الجوهرية في مجال الصناعات الدفاعية.
وشدد على أن “جميع الحواسيب والبرمجيات الإلكترونية من إنتاج محلي”.
ويضع بيرقدار تركيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى في العالم بمجال صناعة الطائرات المسيرّة، إذ تستحوذ على هذا المجال كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإسرائيل.
وأكد أن تركيا لديها طائرات مسيّرة هي “الأفضل في دقتها” ولديها الطائرات الحربية المسيّرة التي يجري العمل عليها حاليا.
وأردف أنه ليست لدى أوروبا منصات تضاهي منصات تركيا، وحاليا يتم تصدير وبيع الطائرات المسيّرة التركية حتى في الدول الأوروبية.