أشاد وزير الخارجية الفنزويلي فليكس بلاسنثيا، بمنتدى أنطاليا الدبلوماسي، واصفا إياه بأنه “فرصة مهمة للدبلوماسية والحوار، ونجاح كبير من ناحية التأكيد على احترام القوانين الدولية ومبادئ الرأي العام العالمي”.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها للأناضول، على هامش مشاركته في “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” الذي عقد في تركيا بين 11 – 13 مارس/ آذار الحالي، بمشاركة وكالة الأناضول بوصفها “شريكًا إعلاميًا”.
وقال الوزير إن “الدبلوماسية والحوار أفضل خطوة يمكن اتخاذها مع أي دولة أخرى بدلاً من اتخاذ قرارات أحادية وفرض عقوبات واتباع طرق خاطئة. ومنتدى أنطاليا الدبلوماسي يعد أفضل نموذج لذلك. وأهنئ الرئيس (رجب طيب) أردوغان وحكومته والشعب التركي بنجاح المنتدى باسم الحكومة الفنزويلية وكامل شعب فنزويلا”.
** وفد أمريكي رفيع المستوى في فنزويلا
وحول توجه وفد أمريكي رفيع المستوى إلى فنزويلا لمناقشة أمور متعلقة بتجارة النفط، قال بلاسنثيا إن ذلك ليس أمرًا جديدًا، مشيراً أن بلاده تنتج مليون برميل نفط يوميًا، وتعمل على رفع الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا خلال العام الجاري.
وذكر أن الوفد الأمريكي زار العاصمة الفنزويلية كاراكاس مؤخرًا بناءً على طلب من الحكومة الأمريكية، مؤكدًا على أهمية تعاون بلاده والولايات المتحدة في مجال النفط.
وأوضح أن فنزويلا لديها أكبر احتياطي نفط في العالم، كما أنها تمتلك واحداً من أكبر احتياطات الغاز الطبيعي، لافتاً إلى أن الحديث عن تجارة النفط بين الشركات الأمريكية والفنزويلية ليس أمراً غريباً، وأن هناك تعاون قائم بين الطرفين منذ فترة طويلة.
وأفاد بلاسنثيا أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعرب عن ترحيبه أكثر من مرة بقيام شركات النفط الأمريكية بتطوير تجارة النفط في فنزويلا والاستثمار فيها.
وأعرب عن أمله في أن تحترم واشنطن سيادة بلاده وشرعية حكومتها، مؤكداً أن الرئيس مادورو هو الرئيس الشرعي والوحيد لفنزويلا.
وكانت واشنطن فرضت في 2019، عقوبات على النفط الفنزويلي، وأغلقت سفارتها لدى كاراكاس بعد أن اعتبرت فوز الرئيس نيكولاس مادورو في الانتخابات عام 2018 “خدعة”.
وأردف الوزير: “هناك الكثير لنقوم به في مجال النفط مع الشركات الأمريكية، وعودة الأمور لطبيعتها سيكون من مصلحة الجميع”.
وأوضح: “نحن لم نطلب من الشركات الأمريكية مغادرة فنزويلا بل هي من قررت ذلك عندما حاولت واشنطن فرض تدابير قسرية أحادية الجانب ضد بلادنا. آمل أن يتم إلغاء هذه التدابير، وأن يتم تأسيس علاقات قائمة على الاحترام المتبادل بيننا”.
** نسعى لإنتاج مليوني برميل نفط يوميًا
وحول كيفية تأثير أزمة النفط على العلاقات الفنزويلية الأمريكية، قال بلاسنثيا إن بلاده عضو مؤسس في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، وعنصر أصيل من الاتفاق مع اتحاد “أوبك بلس” الذي يضم بعض الدول المنتجة للنفط من خارج “أوبك”، مؤكداً أن بلاده تحترم كافة الاتفاقات التي هي جزء منها وتتعهد بالالتزام بها.
وأشار إلى أن إنتاج فنزويلا من النفط تأثر من الإجراءات التعسفية أحادية الجانب التي فرضت عليها في السنوات الأخيرة، معرباً عن أمله في أن تعود إلى المستويات التي تستحقها في الإنتاج.
وأضاف أن الرئيس مادورو أعرب لوسائل الإعلام عن أمله في أن يرتفع إنتاج النفط في فنزويلا من مليون برميل يوميًا إلى مليوني برميل حتى نهاية العام الجاري.
وأردف أنه من الممكن تحقيق هذا بالاعتماد على شركائهم من روسيا والصين وإيران وغيرها من باقي دول العالم الذين يتسمون بحسن النية والثقة.
وردًا على سؤال حول نتائج زيارة الوفد الأمريكي إلى فنزويلا، وما إذا كان سيفضي الى رفع الحظر الاقتصادي عن فنزويلا، أجاب بأن فنزويلا دولة ذات سيادة وحكومتها شرعية، وحضور وفد من الولايات المتحدة يعني قبول ذلك، مؤكداً أن بلاده منفتحة على الحوار والنقاش دائماً مع واشنطن ولم تتخل أبداً عن مواصلة الحوار.
** الحوار السياسي مهم دائمًا
وحول المعارضة الداخلية في بلاده لفت بلاسنثيا إلى أن الحكومة منفتحة دائماً على الحوار لأنها شرعية ودستورية وتعمل من أجل مصلحة الشعب، لذلك فهي مستعدة دائماً للنقاش والحوار حول أي موضوع بشرط احترام سيادة البلاد وشرعية حكومتها.
وحول الحرب الروسية على أوكرانيا قال بلاسنثيا إن فنزويلا دائماً تؤيد السلام، وتحترم دائماً القوانين والأعراف الدولية ومبادئ الرأي العام العالمي.