تسببت العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، بنزوح وهجرة آلاف المدنيين إلى البلدان المجاورة تحت ظروف قاسية.
وفي حوار مع الأناضول تحدثت ثلاث نساء أوكرانيات لجأن الى تركيا عن معاناتهن بسبب الحرب، وعن أملهن في العودة لوطنهن في أسرع وقت.
ووصلت مجموعة مكونة من 97 أوكرانيًا أغلبهم من النساء والأطفال إلى قضاء “قوش أداسي” بولاية أيدين التركية بعد أن فروا من ويلات الحرب التي قلبت حياتهم رأساً على عقب.
ومن بين المجموعة فيكتوريا ميروشنيك وهي أم لطفل يبلغ 8 أشهر، وأختها إيرينا بوليفايا وحماتها هتاليا ميروشنيك، وصلن بمساعدة شركة سياحية إلى قوش أداسي حيث كن يقضين عطلاتهن في السابق واستقرن في إحدى الفنادق بمساعدة البلدية ومنظمات مجتمع مدني.
هتاليا ميروشنيك كانت تستعد لدخول اختبارات معهد الموسيقى قبل أن تضطرها الحرب للخروج من كييف بصحبة طفلها ميخائيلو (15 عاما) الذي يعزف أحياناً على آلة الأوبوا ألحاناً حزينة تعبر عن اشتياقه وأمله في العودة لبلاده.
وفي تصريحات للأناضول قالت هتاليا إنها اضطرت لترك بلدها مع طفلها وزوجة ابنها الأكبر وأختها، واللجوء إلى تركيا تاركة وراءها ابنها الأكبر (24 عاماً) وزوجها الذي يعمل طيارا في أوكرانيا.
وأضافت أن كل عائلتها كانت تنام في ممر داخل المنزل تبلغ مساحته 4 أمتار فقط تحسباً لوقوع أي هجوم في الليل أثناء نومهم.
وتابعت: “أفتقد زوجي وولدي كثيراً ولا أقوى على فراقهما، وأتناول العديد من الأدوية المهدئة حتى أقوى على مواصلة حياتي اليومية، زوجي يحاول تهدئتي دائما بإرسال رسائل صوتية إلا أن الموقف صعب للغاية ولا أقوى على التحمل”.
وأعربت السيدة عن شعورها بالفخر بولدها وزوجها اللذان رفضا أن يغادرا البلاد وقررا البقاء للمساعدة في علاج المصابين وعمليات الإجلاء.
وذكرت أنها كانت تزور تركيا في السابق في أوقات العطلات، إلا أنها أتت هذه المرة هرباً من الحرب وليس رغبة في قضاء عطلة، مشيرةً أنها تحب تركيا وأعربت عن شكرها للأتراك الذين لم يدخروا جهداً في مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم.
** لن نفقد الأمل في العودة لبلدنا
ولم تتمالك فيكتوريا ميروشنيك دموعها وهي تعبر عن حزنها لفراقها عن بلدها، واشتياقها لزوجها.
أما إيرينا بوليفايا (أخت فيكتوريا) فقالت إنها كانت تعمل معلمة للغة الإنجليزية في أوكرانيا، وأنها لم تكن تشعر بالأمان منذ اندلاع الحرب ولم تكن تستطيع النوم إلى أن وصلت تركيا.
وأكدت بوليفايا أنها لم تفقد الأمل في العودة لوطنها قريباً معربة عن اشتياقها لطلابها وأقاربها في أوكرانيا.
وتابعت: “كنا نأتي لتركيا في السابق لقضاء العطلة، أما الآن أتينا هرباً من الحرب. الأتراك يعاملوننا معاملة جيدة جداً وكأننا جزء من العائلة”.