تم نشر هذه المادة بدعم من jhr صحفيون لأجل حقوق الإنسان
تعتبر تركيا مركزا كبيرا لإقامة المشاريع بكافة أنواعها ويتسم الاقتصاد التركي بالنمو وجذبه للمشاريع المتوسطة والصغيرة وتقديم المساعدة للمستثمرين الجدد وبالإضافة إلى ذلك سهلت على النساء البدء بمشاريعهن الخاصة حيث يوجد الكثير من المشاريع النسائية في تركيا التي قامت بها العديد من رائدات الأعمال السوريات اللواتي دخلن سوق العمل التركي وبدأن بمشاريع وخطط لإثبات القدرة على الديمومة والاستمرار.
وتنوعت المشاريع التي قامت بها النساء اللاجئات في تركيا من مشاريع برأس مال بسيط الى مشاريع برأس مال كبير فما هي نقاط القوة والضعف في المشاريع الاقتصادية للمرأة في تركيا؟ وهل هناك اختلاف في مفهوم العمل بين الرجل والمرأة
توجهنا الى السيدة مدى الدروبي إحدى رائدات الأعمال وصاحبة العديد من المبادرات الاستثمارية في دعم ريادة الأعمال للمرأة.
*مشاريع المرأة في تركيا
السيدة مدى الدروبي رائدة أعمال
“نقاط القوة أكثر من نقاط الضعف بتركيا أو بالعالم، خاصة أن السيدات قادرات على فهم الحاجة بشكل دقيق، أما نقاط الضعف فتكمن في اللغة وعدم ممارسة المرأة للعمل منذ طفولتها فتواجه تحديات في الإدارة والتسويق”
“ومن وجهة نظر المرأة بالنسبة للعمل، أن لديها التزامات أخرى مختلفة عن أعمالها، مسؤوليات المنزل والعائلة، فمهوم المرأة تجاه العمل أنه صعب ويحتاج إلى تحدي، لكن كل امرأة تملك موهبة مختلفة، وعليها إيجاد هذه الموهبة، واستثمارها دون المساس بالمهام التي وكلت بها كأم وامرأة”
إذاً مشاريع متعددة قامت بها النساء في تركيا لتساهم في تحقيق ذاتها ووضع قدم لها في الخريطة الاستثمارية فهل تقوم المشاريع بناء على دراسات وجدوى اقتصادية وهل هناك من يدعم المرأة في مشاريعها ويحدد لها الأطر والبيئة المناسبة في الاستثمار
*مشاريع المرأة في تركيا
السيدة مدى الدروبي رائدة أعمال
“من المفترض أن كل مشروع يحوي جدوى اقتصادية، ولكن للأسف كمبتدئات في العمل ليس كل المشاريع فيها جدوى اقتصادية، أما بالنسبة لمشروعي فقمت بجدوى اقتصادية كاملة ودراسة تفصيلية للسوق، بعض النساء تعمل باحترافية والبعض متعود على الأساليب التقليدية. ولكن يجب أن يكون هناك جدوى اقتصادية ورؤيا ورسالة لكل مشروع”
تنوعت المشاريع التي قامت بها المرأة في تركيا وبعضها مشاريع انطلقت من البيت وكانت تجربة ناجحة للعديد من السيدات اللواتي انطلقن في مشاريعهن من داخل المنزل كمشاريع التسويق و التجميل والفنون اليديوية والريزين فكيف تنسق المرأة في هذه المشاريع السيدة الاء غازي تعمل في الريزين من بيتها عن تجربتها تتحدث:
السيدة الاء غازي – صاحبة مشروع منزلي
“أحب أن اتوجه برسالة لكافة السيدات الموجودات في تركيا، لا يوجد شيء يبدأ بسهولة، كل شي بحاجة لتنسيق وجهد، دخلت أنا هذا المشروع وتعلمت من الانترنت واليوتيوب، ومع العلم بوجود الكثير من الدورات الخاصة، لكن فضلت الاعتماد على نفسي”
إذاً المرأة في سوق العمل بما فيه من سلبيات وايجابيات فما هي أبرز المضايقات التي قد تتعرض لها المرأة في هذا المضمار وما هي الإرهاصات التي قد تواجههن في أعمالهن عن هذه النقاط سألنا بعض السيدات.
السيدة بيان الجاسم، صاحبة مشروع منزلي
“من المضايقات التي تتعرض لها المرأة هو ظن بعض الذكور أنها غير قادرة على فعل أي الشيء، وبالتالي التقليل من شأن عملها، وعدم تقديره، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى التنمر والسخرية. فعلى النساء أن يثقوا بأنفسهنّ في مجال العمل كالرجال تماماً، لكن كل منهن في المجال الذي تبدع فيه، والذي يناسب ما وهبه الله إياها”
رغم الجهود والمكاسب المتواضعة التي حققها المرأة العربية في سوق العمل التركي يرى البعض انها لا زالت تكشف عن فجوة بينها وبين الرجل في هذا القطاع الحيوي يرجع البعض اسبابها الى العبء العائلي المفروض على المرأة والقوانين غير المساعدة و نظرة المجتمع على الرغم من المشاريع والمحاضرات والندوات التي تعقد في تمكين المرأة.
الدكتور فراس شعبو – خبير اقتصادي
“دخول المرأة في ريادة الأعمال أصبح أمراً لا بد منه، خاصة مع حركات النزوح، وتغير آلية التفكير، والدخول في مجتمعات جديدة ساهمت في تطوير وتحديث بعض الأفكار، خاصة ان المرأة كانت لا تستطيع العمل بسهولة، بسبب القيود القانونية والمجتمعية والأسرية أو حتى العادات والتقاليد.
الأمر متاح الآن، لكن لم يصل إلى الحرية المطلقة، فمازال هناك بعض الأعمال، لا تستطيع المرأة القيام بها وتحتاج إلى تدخل ذكوري، وهذا لا ينفي نجاحها في مشاريع أخرى.
هناك مشكلة في نمطية المشاريع، فأغلب من تريد الدخول إلى العمل، تبحث عن عمل يتناسب مع ظرف عائلي أو عادات وتقاليد، وبالتالي لم تدخل المرأة جميع المجالات، فهنالك عدم جرأة في دخول هذه المشاريع. وغياب رؤوس الأموال، لكن بعض المنظمات تدعم هذه المشاريع بشكل جيد.
هناك سلبيات متعلقة في نقص الخبرات، لأن المرأة كانت مبعدة عن السوق وقوانين وآلياته وعمله، فلا تملك المهارات الإدارية والمهارات التسويقية ومهارات التواصل.
أيضاً هناك مشاكل متعلقة بالقوانين في تركيا، فبعض القوانين تفرض عليهن إنشاء شركات، وبالتالي لا تسمح الفرصة لذوي المشاريع البدائية الصغيرة بالتطور والتوسع”
في الختام، وبحسب دراسة جديدة صادرة عن منظمة العمل الدولية نشرت عشية اليوم الدولي للمرأة، تظهر أن مشاركة الإناث في القوة العاملة العالمية تبلغ 48.5% في عام 2018، أقل بنسبة 26.5% من معدل من الذكور.
وبالإضافة إلى ذلك، زاد معدل البطالة العالمي للنساء لعام 2018 بنحو 0.8% عن معدل الرجال. وإجمالا، لكل عشرة رجال يعملون يناظرهم ست نساء فقط.
اذاً لا تزال إحصاءات منظمة العمل الدولية تظهر أوجه عدم مساواة مستمرة بين النساء والرجال. مع تدني احتمال مشاركة المرأة في سوق العمل مقارنة بالرجال، بما يرجح أن تكون المرأة عاطلة عن العمل في معظم أنحاء العالم وهذا ما يطرح الكثير من التساؤلات التي لازالت الإجابات عليها مرهونة بمنظمات المجتمع المدني والهيئات الحكومية التي ترفع الشعارات وتبقى هذه المشاريع التي تقوم بها بعض النساء حالات فردية ومغامرة في ظل هكذا ظروف.