منذ وفاة السلطان قابوس آل سعيد، السلطان السابق لسلطنة عُمان، وبعد تولي ابن عمه السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم، بدأ المحللون السياسيون يلاحظون سعي السلطان الجديد إلى إخراج السلطة من موقف الحياد دوليا، والعمل على الانخراط في العلاقات السياسة بشكل أكثر وضوح مما قبل.
وفي ظل هذا التغيير لاحظ المراقبون ظهور نشاط متزايد على العلاقات التركية العُمانية، ولا شك في هذا السياق أن نذكر أن الطرفين جمعتهم دوما علاقات طيبة وحسنة في عهد السلطان السابق، ولكن العلاقة بدأت تتطور بشكل أكبر في ظل حكم السلطان هيثم بن طارق.
يمر الشرق الأوسط على وجه الخصوص بموجة توتر عام على الصعيد السياسي والصحي أيضا بفعل جائحة كورونا، ولكن بالرغم من ذلك، وفي ظل تنامي العلاقة بين الدولتين اجتمع أمين عام وزارة الخارجية العمانية بدر السعيد مع وكيل وزارة الخارجية التركية عبر تقنية السكايب، وبحثا أساليب تطوير، وتفعيل العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الطرفين، وكذلك القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبق ذلك تغريدة ضمن تغريدات عمانية عديدة نشرها مفتي سلطنة عمان أحمد الخليلي بمناسبة إعادة افتتاح (آيا صوفيا) كمسجد من جديد، مهنئا بذلك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والشعب التركي عامة، محاولا من خلالها توطيد العلاقات والتقارب مع الجانب التركي.
كذلك يظهر النمو في العلاقات بين الطرفين من النشاط التجاري المتزايد بين الدولتين حيث تم افتتاح فرع لشركة (هافا آلسان) التركية في سلطنة عمان، والمختصة في الصناعات الالكترونية الجوية في مارس 2020، ضمن مشروع مشترك مع شركة عمانية لزيادة الصادرات الدفاعية التركية إلى سلطة عمان. كذلك تسلمت سلطنة عمان زورقيين للدوريات الأمنية السر ضمن 18 زورق تعاقدت فيها مع شركة (آريس بياد) التركية لصناعة السفن التعاون مع رئاسة الصناعات الدفاعية التركية. وتؤكد المؤشرات المتتالية أن الدولتين التركية والعمانية آخذتان في توسيع نطاق حجم التجارة، وكذلك زيادة المساهمات الاستثمارية وتطويرها من خلال الزيارات المتبادلة للمسئولين الاقتصاديين في البلدين.
وكما ذكرنا سابقا أنه وعلى الرغم من سعي العمانيين في عهد السلطان الراحل إلى جعل علاقاتهم مع الدول الأخرى تقليدية، وتتسم بالحياد والرتابة ومنها تركيا، ورغم أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في الساق أنه يرى أن الأمر السلبي في العلاقات الثنائية بين البلدين هو قلة الزيارات المتبادلة بينهما، إلا أنه يمكن القول، والتأكيد مرة أخرى أن العلاقات بدأت تتخذ منحى جديدا أكثر قربا، ونشاطا منذ تولي السلطان الجديد لمقاليد الحكم.