قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، إن هناك المزيد من التعاون يمكن القيام به بين تركيا وإندونيسيا في قطاع الصناعات الدفاعية، وإن البلدين قررا تشكيل منتدى بصيغة محددة يشارك به وزراء الخارجية والدفاع في البلدين لمناقشة سياسات واستراتيجيات التعاون في هذا المجال.
وفي حوار مع وكالة الأناضول على هامش زيارتها إلى أنقرة، تحدثت الوزيرة مارسودي عن العلاقات الثنائية بين تركيا وإندونيسيا وأبرز التطورات الإقليمية.
وأضافت مارسودي أنها تزور تركيا في إطار جولة أوروبية، وأنها تناولت مع نظيرها التركي مولود تشاوش أوغلو خلال لقائهما، العلاقات الثنائية والأوضاع الجيوسياسية.
وأوضحت أنها التقت تشاوش أوغلو في أنقرة قبل عدة أشهر إضافة إلى الاتصالات الهاتفية المستمرة بينهما، وأن وزير الدفاع الإندونيسي ونواب البرلمان زاروا تركيا أكثر من مرة، مشيرة أن تركيا من المحطات المهمة بالنسبة للمسؤولين في بلادها.
وأشارت إلى أن بلادها تجري حالياً الاستعدادات اللازمة لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقررة إلى إندونيسيا.
وبخصوص العلاقات التركية الإندونيسية، شددت مارسودي على إنها علاقات قوية، ستتعزز أكثر في المستقبل، مبينةً أن التجارة بين البلدين ارتفعت العام الماضي بنسبة 51 بالمئة مقارنة بعام 2020.
** مجلس استراتيجي رفيع المستوى
ولفتت إلى أن البلدين يتباحثان حالياً حول اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، مشيرة إلى أن أرقام التجارة والاستثمار بين البلدين سترتفع مع توقيع الاتفاقية.
وأفادت مارسودي أنها ناقشت مع نظيرها التركي صيغة حوار 2+2 والذي يعني أن وزراء الخارجية والدفاع من البلدين سيكونوا على تواصل مستمر في المستقبل.
وتابعت: “نخطط لإطلاق المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وإندونيسيا خلال الزيارة المرتقبة للرئيس أردوغان”.
وأضافت أن التجارة من أبرز المجالات التي يمكن تطوير التعاون بها، مشيرة إلى أن البلدين يهدفان للوصول بحجم التجارة الثنائية بينهما إلى 10 مليارات دولار.
وأعربت عن ثقتها في إمكانية تحقيق هذا الهدف مع توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين.
وبيّنت مارسودي أن الاستثمار، من بين المجالات التي شهدت تطوراً ملحوظاً بين البلدين إلى جانب التجارة.
ومضت بالقول: “في زيارتي الأخيرة إلى تركيا أحضرت معي إحدى شركات قطاع البنية التحتية المملوكة للدولة، وأجرت الشركة لقاءات مثمرة للغاية، ويمكن للبلدين أن يتعاونا في المستقبل في تنفيذ مشاريع في دول أخرى”.
** تعزيز التعاون في الصناعات الدفاعية
وأوضحت أن التعاون في قطاع الدفاع سيكون من أوليات البلدين، وأنه لن يقتصر على شراء منتجات الصناعات الدفاعية من تركيا فقط، بل يجب أن يكون تعاوناً استراتيجياً يشمل التصنيع والإنتاج والتطوير المشترك، مشيرة إلى أن الرئيس أردوغان ناقش هذا الأمر مع نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو.
واستطردت: “نحن مستعدون لمثل هذا التعاون، ولذلك قررنا تشكيل منتدى حواري بصيغة 2+2 يجتمع فيه وزراء الخارجية والدفاع من كلا البلدين لمناقشة سياسات واستراتيجيات التعاون في مجال الصناعات الدفاعية”.
وذكرت مارسودي أن إندونيسيا تولي أهمية كبيرة لهذا النوع من الاجتماعات بصيغة 2+2 وتعقدها مع ثلاث دول فقط هي اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، وستكون تركيا الدولة الرابعة، مؤكدة أن ذلك يوضح مدى الأهمية التي توليها إندونيسيا لتركيا.
وحول موقف إندونيسيا من الحرب الروسية الأوكرانية قالت مارسودي إن الموقف الذي اتخذته جاكرتا من الحرب يشبه موقف أنقرة، وإن الموقف الإندونيسي واضح وصريح بخصوص احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.
ونوهت بأن جاكارتا تدعو إلى وقف إطلاق النار منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، وتؤيد تهيئة المناخ المناسب لعقد مفاوضات ناجحة بين أوكرانيا وروسيا.
وأشادت مارسودي بالدور الذي تلعبه تركيا في الوساطة بين كييف وموسكو والجهد الذي تبذله لوقف الحرب.