لا تزال تركيا تعمل في وتيرة مستارعة جدًا،لبناء قدراتها العسكرية بالاعتماد على التصنيع المحلي، بعد أن كانت تعتمد في أوقات سابقة على عقد صفقات أسلحة من الخارج.
وتحاول تركيا، التي تسعى لفرض سيطرتها كقوة عظمى في الشرق الأوسط، وتصدرها ضمن الدول الكبرى في إنتاج الأسلحة، من خلال تحقيق أهدافها التي توعد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فور توليه منصب رئاسة البلاد بأن تركيا ستصل في العام 2023 للاكتفاء الذاتي في تصنيع الأسلحة وتصديرها لدول العالم.
وخلال السنوات الماضية تمكنت تركيا من تصنيع عدد من المركبات العسكرية والبنادق القتالية، وإطلاق قمراً صناعيًا حمل إسم ” إيمجا”، وكذلك من تصنيع طيارات بدون طيار متطورة، حيث صدرت لدول عظمى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
ومؤخرًا أعلنت تركيا تصنيع الجيل الثاني من مدفعية ” العاصفة- T155“، بعد أن حققت إنجازات غير مسبوقة في الحروب التي خاضتها تركيا ضد الإرهابيين خلال عملية “نبع السلام” شرق نهر الفرات شمال سوريا.
مدفعية “العاصفة- T155“
ومنذ إعلان تركيا خوضها حربًا ضد الإرهابيين شرق نهر الفرات شمال سوريا، تحركت مدفعية “العاصفة- T155” المصنوعة بإمكانيات المهندسين العسكريين الأتراك، بقصف مواقع الإرهاب شمال شرق سوريا.
ونظرًا لقدرة مدفعية العاصفة “العاصفة- T155” على إصابة أهداف الإرهابيين بدقة عالية، ودعم القوات البرية التركية، خلال عملية “نبع السلام” شرق نهر الفرات شمال سوريا.
واتخذت تركيا قرارًا جديدًا بإنتاج الجيل الثاني من مدفعية “العاصفة- T155” بعد أن أجرى المهندسين العسكريين الأتراك دراسة شاملة على مدفعية العاصفة، وإضافة التطويرات الجديدة حيث تمكنها من المناورة في ساحة المعركة، وإصابة الأهداف بدقة أعلى.
وخلال معركة “نبع السلام” تمكنت مدفعية العاصفة من إصابة الأهداف على بعد 40 كلم، وتغير موقعها بعد القصف في غضون أقل من دقيقة واحدة، ما يمنحها قدرة كبيرة على المناورة والتخفي في ساحة المعركة.
مميزات مدفعية العاصفة
وتعد مدفعية العاصفة، التي صنعت محلياً من قبل شركة “أسيلسان” التركية المتخصصة بالصناعات العسكرية والإلكترونية، من إحدى أهم الصناعات العسكرية التي أنتجتها تركيا، كونها تعمل على تعزيز منظومتها الدافعية في أي حرب ستخوضها ضد الإرهابيين.
وبدأت فعلياً شركة “أسيلسان” التركية المتخصصة بالصناعات العسكرية والإلكترونية، من تصنيع النسخة الجديدة من مدفعية “العاصفة- T155” وذلك في ولاية صقاريا شمال غرب تركيا، حيث ستحمل أسم “العاصفة – 2”.
ومن أبز مميزات مدفعية العاصفة التي تصنع محلياً في تركيا، أنها تتمكن من إطلاق 3 عيارات مختلفة من القذائف على هدف واحد، حيث تقوم بمهام 3 مدفعيات عسكرية بمفردها.
وكذلك يمكن لمدفعية العاصفة التركية، من إطلاق 6 قذائف بالدقيقة الواحدة، بفضل نظام التلقيم التلقائي الذي تتميز به، وهذا ما يميز مدفعية العاصفة عن غيرها من المدفعيات العسكرية التي أنتجتها دول أخرى.
وعن المظهر الخارجي للمدفعية، كونه يعد أحد أهم المميزات للمدفعية حيث يمكنها من التخفي عن العدو وطائراته، حيث ستكون على مركبة مدرعة مجهزة بأنظمة “رادار” وأخرى للتخفي، وكذلك مزودة بألواح صلبة، ما يجعلها توفر الحماية للجنود المتواجدين بها من الرصاص المضاد للدروع عيار 14.5 مم، وشظايا الصواريخ 155 مم.
سباق التسلح
وبدأت تركيا من تصنيع مدفعية العاصفة، خلال عام 2014 في مصانعها العسكرية، لتدخل الخدمة بعد سنوات قليلة وتشارك في عملية “نبع السلام” التي خاضها الجيش التركي ضد الإرهابيين في شمال سوريا.
وفي ظل سباق التسلح التي تخوضه الدول العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا، ودول أخرى في الشرق الأوسط مثل السعودية ودولة الاحتلال “الإسرائيلي” من خلال عقد صفقات أسلحة وشرائها من دول أخرى.
تسارع تركيا إلى تعزيز أنظمتها الدفاعية والهجومية من خلال تصنيع الأسلحة محليًا؛ بهدف الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الأسلحة خلال عام 2023، بل وتصديرها إلى دول أخرى لتقتحم أسواق بيع الأسلحة.
وأمام هذه الصناعات العسكرية التركية المصنعة محلية، التي فرضت نفسها في ساحات المعارك بمميزاتها وتمكنها من تحقيق إنجازات كبيرة وصمودها أمام الآلات العسكرية للعدو، هل ستتمكن تركيا من التربع على عرش الدول المصنعة للأسلحة وتصديرها لدول العالم؟.