في وقت يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤا ناتجا عن تبعات الحرب الروسية الأوكرانية ومخاوف من حدوث ركود عالمي، تقود تركيا ثورة مشاريع محلية ضخمة في قطاعات عدة أبرزها النقل واللوجستيات.
عززت تركيا مكانتها في قطاع النقل واللوجستيات ليس على المستوى المحلي وحسب، بل تحولت إلى مركز عالمي للسفر ونقل البضائع لوقوعها عند ملتقى قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال وزير النقل والبنية التحتية عادل قره إسماعيل أوغلو، إن كل دول العالم تتابع وتراقب عن كثب المشاريع الضخمة التي تنفذها تركيا في قطاع النقل والمواصلات منذ 20 عاماً.
جاء ذلك في تصريحات للأناضول على هامش مشاركة الوزير التركي في قمة المنتدى الدولي للنقل بالعاصمة الألمانية برلين؛ مشيرا أن المشاريع الألمانية كانت مصدر إلهام للكثير من الدول.
وفي تصريحات للأناضول، قال قره إسماعيل أوغلو إن النقل واللوجستيات من أكثر القطاعات التي تأثرت بوباء كورونا، وإن هناك دروساً يجب تعلمها من هذا الموقف.
وذكر الوزير التركي، أن العالم “بدأ يتجه للرقمنة بعد أزمة كورونا وآخر الصيحات والاتجاهات الجديدة في الإنتاج، وتقليل تكلفة اللوجستيات في الإنتاج والطاقة الخضراء وتصفير انبعاثات الكربون”.
وأشار إلى أن اندلاع الحروب والصراعات مع بدء انحسار تداعيات الوباء، أدى إلى استمرار تأثر قطاع اللوجستيات على مستوى العالم.
وزاد: “تركيا تدرك ذلك، ولذلك أعدت الخطة الرئيسية للنقل والخدمات اللوجستية في إطار رؤية 2053 للنقل وتتضمن خططا لمشاريع بنية تحتية في النقل بقيمة 198 مليار دولار”.
ومطلع العام الجاري، أعلن مجلس المطارات الدولي (ACI)، أن مطار إسطنبول كان الأكثر ازدحاما في أوروبا العام الماضي بـ 36 مليونًا و988 ألفًا و563 مسافرا.
وزادت حركة المسافرين بنسبة 37 بالمئة عام 2021، بعد أن شهد انخفاضا بنسبة 59 بالمئة في 2020 مقارنة بالعام الذي سبقه بسبب تفشي فيروس كورونا.
ولفت قره إسماعيل أوغلو، إلى أن تركيا اتخذت خطوات مهمة ونفذت مشروعات ضخمة في قطاع السكك الحديدية مثل خط باكو- تبليسي – قارص وخط مرمراي، اللذين تم ربطهما بشبكة خط طريق الحرير الممتد من بكين إلى لندن ويعد من أهم ممرات النقل في العالم.
وأضاف أن تركيا تولي أهمية خاصة لرفع طاقة وكفاءة هذه الخطوط، ولذلك تعمل على تنفيذ استثمارات جديدة في إطار الممر الأوسط وتسعى لجذب 30 بالمئة من الطاقة الاستيعابية للممر الشمالي الذي تأثر من الحرب الروسية الأوكرانية، إلى تركيا عبر الممر الأوسط.
وقال إن “البلاد نفذت عشرات المشاريع في قطاع النقل بلغ حجمها 172 مليار دولار خلال العشرين عاماً الأخيرة، وكان لها أثر كبير في الاستثمارات والإنتاج”.
وأشار إلى أن الشركات العالمية تضع خططاً من أجل الاستثمار في تركيا وأن تركيا أيضاً مستمرة في استثماراتها في البنية التحتية لقطاع النقل.
** مشاريع ضخمة
وذكر قره إسماعيل أوغلو أن تركيا نفذت العديد من مشاريع البنية التحتية بنموذج البناء والتشغيل والتحويل بهدف سد العجز في البنية التحتية بسرعة.
وأوضح أن “الاستثمارات التي نفذت خلال العشرين عاماً الأخيرة في قطاع البنية التحتية، كان منها مشاريع بقيمة 37.5 مليار دولار نفذت بنموذج البناء والتشغيل والتحويل B.O.T”.
وتابع: “العديد من المشاريع العملاقة تم تنفيذها بهذا النموذج خلال فترة قصيرة، مثل مطار إسطنبول، وجسر عثمان غازي، وطريق إسطنبول-إزمير السريع، وجسر جناق قلعة الذي تم تنفيذه خلال 4 سنوات فقط”.
وأردف: “كل الدول المشاركة في اجتماعات قمة المنتدى الدولي للنقل، تتابع وتراقب عن كثب المشروعات الضخمة التي نفذتها تركيا في قطاع النقل والمواصلات على مدار 20 عاماً”.