لطالما عرفت طاولة التحالفات في عالم السياسة بتوافق أطرافها وتشابه توجهاتهم ولكن الطاولة السداسية في تركيا هي أبعد ما يكون عن التجانس و الإتفاق في التوجهات فما يفرقها كثير و ما يجمعها واحد وهي
محاولة هزيمة رجب طيب اردوغان
فما الذي جعل أصدقاء الأمس أعداء اليوم ؟
ميرال أكشنار أو كما يصفها معارضوها بحرباء السياسية التركية فكم مرة بدلت جلدها السياسية
فهي كانت وزيرة الداخلية في حكومة الإنقلاب التي منعت الحجاب و ضيفت عليه وهي التي تصلي الخمس صلوات و تحضر إفطارات في رمضان حسب اخر الفيديوهات التي تظهر بها , كما كانت عضوا في حزب العدالة و التنمية و التي إنشقت عنه بعد أسابيع من انضمامها إلية و ايضا عضوا في حزب الحركة القومية الذي يدعم أردوغان في الانتخابات التركية القادمة و التي طردت منه بعد محاولتها الإنقلاب على رئيسه دولة بهجلي وهي زعيمة حزب الجيد و التي انسحبت من تحالف الطاولة السداسية رفضا لترشيح كمال كلتشدار اوغلو ومن ثم عادت إلى الطاولة بعد ضغوطات خارجية .
أحمد داوود اوغلو
رفيق اردوغان ورئيس الوزراء السابق و منظر السياسية الخارجية في عهد ما يعرف بالاصلاحيين بلغ الخلاف ذروته بين أردوغان واحمد داوود اوغلو بعد تحول تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي الأمر الذي عارضه احمد داوود اوغلو ولكنه استمر في منصبه ولم يصرح بالعداء صراحة إلا بعد استقالته من منصب رئيس الوزراء و من عضوية حزب العدالة و التنمية ليذهب لتأسيس حزب المستقبل و إعلانه العزم على الإنضمام إلى صفوف المعارضة
اما علي باباجان
رجل الإقتصاد و مهندس الإصلاحات المالية في بداية حكم أردوغان ووزير إقتصاده تبنى باباجان سياسة المدرسة الرأسمالية في الإقتصاد وهي السياسة التي تعتمد على الإقتراض من صندوق النقد الدولي وهو الأمر الذي رفضه أردوغان خاصة بعد سداد تركيا لجميع ديونها في العام 2013 ما زاد من الخلاف بين باباجان و أردوغان الامر الذي إنتهى إلى إستقالة باباجان من حزب العدالة و التنمية و تأسيس حزب الديمقراطية و التقدم
يرى مراقبون بأن الطاولة السداسية لم تكن لتكتمل أضلاعها إلا بعد وعود بحقائب وزارية و مقاعد برلمانية فحظوظ حزبي داوود اوغلو و علي باباجان بالدخول إلى البرلمان و الحكومة لم تكون لترى النور سوى بالجلوس على الطاولة السداسية نظرا لضعف قواعدهم الجماهيرية