أكد السفير الإماراتي في تركيا سعيد الظاهري أن تعزيز العلاقات بين البلدين سينعكس بشكل إيجابي على الاستقرار والازدهار الإقليمي.
جاء ذلك في تصريحات للأناضول حول الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات، في إطار جولة خليجية تشمل السعودية وقطر أيضًا.
وشدد الظاهري أن زيارة الرئيس أردوغان إلى الإمارات مهمة للغاية، وقال: “سيتخللها عدد من الاتفاقيات الثنائية التي ستعكس حجم الاهتمام الذي توليه قيادتا البلدين لتعزيز وتطوير التعاون”.
وأشار الظاهري أن العلاقات الإماراتية التركية في ضوء الزيارات الناجحة المتبادلة بين زعيمي البلدين وما أثمرته من اتفاقيات مهمة على صعيد توطيد العلاقات في شتى المجالات، “في تطور وازدهار مستمر” خاصة بعد توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة في مارس/ آذار الماضي.
وبيّن أن اتفاقية الشراكة الشاملة “خطوة مهمة” لتعزيز التجارة والاستثمارات على أعلى المستويات.
وأوضح أن الاتفاقية تمثّل حقبة جديدة لفتح آفاق أوسع في إطار تعزيز الشراكة والعلاقات الثنائية.
ولفت أن توقيع الاتفاقية “يأتي في إطار العلاقات التاريخية، ولتحفيز التجارة والاستثمار والنمو الاقتصادي وإقامة شراكة تنموية وبناء مصالح مشتركة، لتحقيق الاستقرار والازدهار للبلدين والشعبين الصديقين”.
وذكر السفير أنّ زيارة أردوغان تأتي في وقت تستعد فيه الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ في مدينة إكسبو دبي خلال نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
وأكد أن تركيا أعربت عن ثقتها في قيادة الإمارات لقمة المناخ المقبلة وأبدت ثقتها بأن القمة ستسفر عن نتائج إيجابية لدعم العمل المناخي الدولي.
وأفاد الظاهري أن زيارة أردوغان إلى الإمارات تأتي في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التواصل بين البلدين سياسياً واقتصادياً، مبينًا أن المناقشات التي ستتم تتمع بالأهمية للطرفين.
وأضاف: “إننا على ثقة بأنّ مخرجات هذه الزيارة ستعمل على دفع مستوى العلاقات في العديد من المجالات، من خلال البحث عن فرص استثمارية جديدة في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والنقل والصحة والطاقة، وتعزيز التبادل التجاري والتعاون المشترك في قطاعات جديدة”.
وأشار أن “الزيارة ستستعرض سبل تنمية العلاقات في كافة المجالات ذات الأولوية للبلدين خاصة مع الرغبة المتبادلة لرفع حجم التبادل التجاري إلى حوالي 40 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة”.
وأردف: “كلنا ثقة في الإمارات بوجود تطلع مشترك لتعاون أقوى في مختلف الأصعدة، كما أنّ هناك العديد من الفرص الواعدة لتطوير شراكتنا الاقتصادية خاصة في المجالات التي تخدم أهداف التنمية المستدامة وفي مقدمتها الاقتصاد والاستثمار والبنية التحتية والسياحة والثقافة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والبيئة والتكنولوجيا وغيرها من المجالات الحيوية”.
وأكد أن الإمارات تتطلع من خلال الزخم الذي سينتج عن هذه الزيارة إلى تعزيز جوانب التجارة البينية والتعاون المشترك في قطاعات جديدة، حيث تعد تركيا الشريك التجاري الأول للإمارات داخل دول مجلس التعاون الخليجي.
وبيّن أن إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين بلغ ما يقارب 19 مليار دولار عام 2022 بزيادة قدرها 40 بالمئة عن عام 2021، و112 بالمئة عن عام 2020، مؤكدًا أن تركيا بذلك أصبحت الشريك الأسرع نمواً للإمارات بين أكبر 10 شركاء تجاريين.
ولفت أن الإمارات تؤمن بـ”أهمية الحوار والتعاون وبناء الجسور بما يخدم مصالح شعوب المنطقة”.
الدبلوماسي الإماراتي أشار أن التقدم الاستراتيجي في العلاقات بين البلدين يتزامن مع الذكرى الـ50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية.
وأضاف: “مما لا شك فيه أن تعزيز العلاقات الإماراتية التركية سيؤثر بشكل إيجابي على الاستقرار والازدهار الإقليمي، فدولة الإمارات ترى أن السبيل الأمثل للاستقرار في المنطقة هو التواصل والحوار والتركيز على الجوانب المشتركة وتنميتها”.
ولفت الظاهري أن زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا الشهر الماضي، تأتي ضمن توجه أبو ظبي الرامي إلى تعزيز التواصل الإقليمي مع كافة الدول لضمان استقرار وازدهار المنطقة.
وقال: “لدينا إيمان قوي بأن جهودنا المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي ستمهد الطريق أيضًا لفرص أكبر لشعوب المنطقة وفتح الأبواب أمام التنمية الحيوية في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.