أعرب وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك، الخميس، عن اعتقاده بضرورة توسيع اتفاقية الاتحاد الجمركي بين بلاده والاتحاد الأوروبي لتشمل الخدمات والمنتجات الزراعية على المدى القريب.
جاء ذلك في كلمة شيمشك ألقاها في ندوة بمؤتمر استضافته مدينة زالتسبورغ النمساوية تحت عنوان “أوروبا الغد: مواجهة التحديات وصياغة المستقبل”.
وأوضح شيمشك أنه قبل بضع سنوات أجريت دراسة حول فوائد تحديث الاتحاد الجمركي، واتضح فيها أن تحديث الاتفاقية يعود بالفائدة الكبيرة على الاتحاد الأوروبي.
ومشيرا إلى مواجهة العالم بكافة قاراته العديد من الأزمات خلال العقد الأخير، قال شيمشك: “بالنظر إلى الركود الجيوسياسي فإن اقتراب أزمة المناخ يجلب لنا المزيد من التحديات الصعبة”.
وتابع: “أعتقد أنكم (الاتحاد الأوروبي) بحاجة إلى تركيا بقدر ما تحتاج تركيا إلى القوة التحويلية لأوروبا، لا سيما وأن الجانبين لديهما قيم مشتركة عالمية، ولهذا السبب تريد تركيا أن تكون على علاقة وثيقة مع الاتحاد الأوروبي”.
“كانت تركيا واحدة من أقوى أعضاء حلف الناتو ودولة يمكن الاعتماد عليها، ولا تزال تلعب دورا حاسما في أمن الغرب، ولهذا السبب يمكننا أن نكون جزءا من الحل بعدة طرق في مجالات كالأمن على المدى الطويل والطاقة بالنسبة الاتحاد الأوروبي”، أضاف شيمشك.
ودخل الاتحاد الجمركي، حيز التنفيذ في 1 يناير/ كانون الثاني 1996، عملاً بالقرار المتخذ في اجتماع مجلس الشراكة التركي الأوروبي في 6 مارس/آذار 1995، عقب مفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وتطالب تركيا بتحديث الاتفاقية مبررة ذلك بأنه يعتريها مشاكل بنيوية مع تطور هيكلية التجارة الحالية.
من أبرز المشاكل التي تعتري الاتحاد الجمركي، هو أن تركيا ليست طرفا مباشرا في اتفاقيات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى، وعدم إشراكها كما ينبغي في آليات التشاور وصنع القرار المتعلقة بالاتحاد الجمركي.
– لا يمكن لقادة أوروبا تجاهل بلد بحجم تركيا
وعن سلسلة التوريد، أكد شيمشك أن تركيا تتطلع بدور مهم في سلاسل التوريد على الصعيد العالمي.
ولفت إلى استمرار مسار انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي منذ 1963.
وقال في هذا الإطار: “إذا كانت أوروبا تريد اتخاذ موقف أكثر تفضيلا، وإذا كانت تريد أن تكون لاعبا أفضل في الشؤون العالمية كما يتحدث القادة الأوروبيون، فلا يمكنك تجاهل بلد بحجم تركيا”.
وتابع: “أعتقد أن تركيا يمكن أن تكون ذات قيمة (بالنسبة للاتحاد الأوروبي) وأن تساعد أوروبا على أن تصبح قوة اقتصادية أكبر، فتركيا لديها تاريخ قوي للغاية في آسيا الوسطى وأعتقد أننا قوة ناعمة كبيرة، علاوة عن متانة روابطها في إفريقيا”.
وفي ختام كلمته شدد شيمشك على أن المخاوف من توسيع الاتحاد الأوروبي “تستند في الغالب إلى أسباب سياسية”، وأنه من المهم للغاية أن يتوسع الاتحاد ويكتسب أعضاء جددا ويقوي علاقاته معهم.