أكد سفير السودان لدى تركيا، نادر يوسف الطيب، أن شعب بلاده “يقف خلف جيشه في الحرب ضد قوات الدعم السريع”.
جاء ذلك في مقابلة للطيب مع الأناضول، بينما تتواصل، للشهر الرابع على التوالي، المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من السودان.
ومنذ منتصف أبريل يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
دعم شعبي
شدد الطيب على أن الشعب السوداني “يدعم جيشه دون النظر إلى خلفية أفراده، سواء اختلاف قبائلهم أو أعراقهم أو مواقفهم السياسية”.
وأعلن أن الجيش السوداني “أحرز تقدما في العاصمة الخرطوم، في الوقت الذي بدأت فيه قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الانسحاب منها”.
واعتبر أن قوات الدعم السريع “خسرت ما يقرب من 80٪ من قواتها منذ اندلاع الاشتباكات في أبريل/ نيسان الماضي”.
وأشار إلى أن الجيش السوداني “تمكن من القضاء على الدعم السريع ومراكز قيادتها وقواعدها، في أول أسبوعين من اندلاع الحرب”، مؤكدا ثقته في أن “السودان سيخرج من هذه المحنة أقوى وأكثر تماسكا”.
وفي المقابل، قال الطيب إنه إذا كان هناك جانب إيجابي لهذه المأساة الجارية “فهو وحدة الشعب السوداني خلف الجيش”.
اتهامات للدعم السريع
وفي السياق، اتهم الدبلوماسي السوداني قوات الدعم السريع بـ”استخدام الناس دروعا (بشرية) لتجنب هجمات الجيش السوادني”.
وأوضح أن “البداية الحقيقية للحرب كانت عندما تمكن الجيش السوداني من السيطرة على الهجوم الذي شنه الدعم السريع على قاعدة مروي الجوية في 13 أبريل الماضي”.
كما نوه إلى أن أحد أسباب إطالة أمد الحرب هو “حرص الجيش السوداني الشديد، على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين”، مؤكدا أن عناصر قوات الدعم السريع “دخلت بيوت الناس للاختباء من ضربات الجيش”.
وشدد خلال حديثه للأناضول على أنه “لا يوجد ولاء سياسي لهذه المجموعة (الدعم السريع) في السودان، حتى في دارفور مقرهم الرئيسي”.
وقال: “لا يحظون بأي دعم من الناس أو القبائل حتى في دارفور، بل أن بعض زعماء القبائل (في دارفور) يعارضونهم”.
ووصف الدعم السريع بأنها “حركة متمردة لا تمثل أي منطقة أو بعد سياسي، مجرد عشيرة صغيرة تعتقد أنها تستطيع حكم البلد بالقوة”.
وكشف عن اعتقاده بعدم وجود “أي فرصة أمام هذه الحركة المتمردة في لعب أي دور سياسي في مستقبل السودان”.
ووجه الطيب اتهامات أخرى للدعم السريع، تتمثل في “عدم احترامها لاتفاقات الهدنة” التي يتم التوصل إليها مع الجيش السوداني، إضافة إلى “اختطاف الفتيات والنساء وإجبارهن على العمل واغتصابهن ومطالبة عائلاتهن بفدية”.
وأوضح: “عقدت محادثات جدة بالسعودية قبل نحو 3 أشهر انطلاقا من أسباب إنسانية، لكن قوات الدعم السريع خرقت الهدنة ولم تلتزم بشروطها”.
وقال: “وافقت الدعم السريع على الانسحاب من منازل المدنيين، إلا أنها لم تمتثل لذلك لاحقا”.
وعلى هذا النحو، حمّل الطيب الدعم السريع “مسؤولية نزوح المدنيين من منازلهم، وعدم قدرة الحكومة السودانية على الوفاء بمسؤولية ضمان عودة مواطنيها والمدنيين الأبرياء إلى ديارهم بأمان في أقرب وقت.
وأضاف أن “عدم امتثال قوات الدعم السريع لشروط الهدنة، واحتلالها الآلاف من المنازل في الخرطوم، جعل أصحاب هذه المنازل الآن لاجئين، اضطروا إلى الخروج من الخرطوم ومن السودان ككل”.
كما اتهم قوات الدعم السريع بـ”محاولة تنفيذ إبادة جماعية في قبيلة المساليت غربي السودان”، قائلا إن عناصر الدعم السريع “حاولوا قتل ألف شخص”.
محاولات الوساطة
لفت الطيب في حديثه للأناضول، إلى الوساطة المصرية من أجل التوصل لحل سلمي في السودان يقوم على ثلاثة محاور؛ الوقف الدائم لإطلاق النار، والتشاور والتفاوض السياسي الشامل، وإرساء الممر الإنساني.
واعتبر أن أحد أسباب فشل المفاوضات هو “عدم رغبة قوات الدعم السريع في التفاوض”، داعما رأيه “بخرق الدعم السريع الهدنة المنبثقة عن مبادرة جدة رغم قبولها بها”.
الدور الإنساني التركي
وبالتطرق إلى الشأن الإنساني، أكد السفير أن الشعب السوداني يعاني بالفعل من مشكلات في توفر الغذاء والأدوية، معربا عن امتنانه لتركيا على مساعداتها المقدمة لشعب بلاده في هذا الشأن.
وقال: “تلقينا الأسبوع الماضي 65 طنا من الأدوية، لمرضى الكلى والسرطان، ونشكر في هذا الإطار وزارات الخارجية والصحة والدفاع التركية، ونود أن نشكر أيضا وقف الخيرات (Hayrat Vakfı) على هذه المبادرة”.
ولفت أيضا إلى إرسال هيئة الإغاثة الإنسانية التركية” 15 حاوية من المساعدات عن طريق البحر، وتخطيطها لإرسال أكثر من 300 حاوية إضافية خلال الأيام المقبلة.
واختتم السفير السوداني حديثه، بالتأكيد على أن الوضع في بلاده ينعكس على المنطقة بأسرها، مسلطا الضوء على الصعوبات التي تواجهها الدول المجاورة للسودان، على صعيد ارتفاع أسعار الغذاء، جراء تأثر إنتاج وصادرات الغذاء من الحرب الدائرة.