قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن إعادة إحياء اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود تمثل أولوية لبلاده.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قبل عقدهما لقاء في كييف، الجمعة، في إطار زيارته للبلاد.
وبيّن أن زيارته إلى أوكرانيا هي الأولى له منذ توليه منصبه في يونيو/ حزيران الماضي، وتعد أول زيارة رفيعة المستوى من أنقرة إلى كييف بعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مدينة لفيف في أغسطس/ آب 2022.
وتقدم فيدان بخالص التهاني لأوكرانيا بمناسبة عيد استقلالها الذي صادف أمس الخميس 24 أغسطس الجاري، وجدد دعم تركيا وحدة الأراضي الأوكرانية.
وأوضح أنه عقد لقاءات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ثم مع مدير مكتبه أندريه يرماك، ومع رئيس الوزراء دينيس شميهال، في إطار زيارته إلى كييف.
وبيّن أن الاتفاقية التي تم التوصل إليها بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا وانتهى العمل بها في 17 يوليو/ تموز الماضي، أتاحت تصدير أكثر من 33 مليون طن من الحبوب والمنتجات الغذائية إلى الأسواق العالمية.
وقال: “نعلم أنه يجري البحث عن طرق بديلة لتصدير الحبوب ولكننا نرى أن هذه الطرق تحمل مخاطر، ولا يمكن أن تكون بديلا عن المبادرة الأصلية (الاتفاقية)”.
وأكد إعطاء تركيا الأولوية لإعادة إحياء الاتفاقية، موضحا أن الرئيس أردوغان يبذل جهودا منتظمة في هذا الشأن.
وتابع: “تحظى هذه المبادرة بمكانة خاصة بالنسبة إلى الأمن الغذائي العالمي والجهود الإنسانية”.
وأضاف: “نواصل جهودنا لإعادة إحياء العملية في أقرب وقت قبل ضياع المكاسب التي حققتها مبادرة البحر الأسود (لتصدير الحبوب). ولهذا السبب سنواصل الحوار مع جميع الأطراف على كافة المستويات”.
ذكر أنه سيبحث مع كوليبا خلال لقائهما جميع جوانب العلاقات الثنائية بين تركيا وأوكرانيا.
وتابع فيدان أن “علاقاتنا مع شريكنا الاستراتيجي أوكرانيا مستمرة في التطور على الرغم من الحرب. سنواصل جهودنا لضمان خروج علاقاتنا الاقتصادية بأقل الأضرار من التحديات المصحوبة بالحرب”.
وبين أنهم ناقشوا بشكل أساسي خلال اللقاءات كيفية تقديم المزيد من الدعم لأتراك تتار القرم، الذين يشكلون جسرا يربط بين البلدين.
واستطرد فيدان: “اتخذت حكومة زيلينسكي خطوات مهمة لتعزيز حقوق أتراك تتار القرم، ونشكر أوكرانيا على ذلك”.
وأكد أن أنقرة ستواصل الوقوف بجانب كييف دائما، مضيفا: “وعلى وجه الخصوص، سنواصل دعم نهوض أوكرانيا عبر إعادة إحيائها (إعمارها)”.
وتابع: “أعتقد أن شركاتنا الرائدة في المقاولات ستترك بصماتها على إعادة إعمار أوكرانيا. سنواصل اتصالاتنا رفيعة المستوى في الفترة المقبلة لتعزيز تعاوننا مع أوكرانيا بشكل أكثر”.
ومضى بالقول: “سيستمر عملنا وجهودنا في هذا الصدد، وآمل أن نحصل على نتيجة ناجحة. أود شكر أصدقائنا الأوكرانيين على دعمهم البناء في هذه المسألة بشكل خاص”.
ولفت فيدان إلى أن تركيا ترفض قصف الموانئ والمركبات التي تلعب دورا رئيسيا في نقل الحبوب.
وفي 17 يوليو 2023، أعلنت موسكو رفضها تمديد اتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية، لكنها قالت لاحقا إنها ستمددها “فور تنفيذ الجزء الروسي منها”، والذي يشترط إيصال الحبوب إلى الدول المحتاجة بما فيها البلدان الإفريقية.
وفي 22 يوليو 2022، وقّعت روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة مبادرة البحر الأسود المعروفة إعلاميا بـ”صفقة الحبوب”، التي تقضي بإخراج الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود من 3 موانئ، بما فيها ميناء أوديسا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو، ولا تزال المواجهات مستمرة على عدة جبهات.