قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تريد إحياء اتفاقية ممر الحبوب وستفعّل ذلك بشرط السماح بتصدير منتجاتها الزراعية عبر البحر الأسود دون عوائق.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، الاثنين، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقائهما في مدينة سوتشي الروسية.
اتفاقية ممر الحبوب
وفيما يخص اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود، قال بوتين إنهم “اضطروا” للانسحاب منها، معرباً عن استعدادهم لإحيائها من جديد بشرط إزالة القيود المفروضة على المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية.
واتهم بوتين الغرب بـ “عرقلة” صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة، فيما اتهم أوكرانيا باستغلال الممرات الإنسانية لتنفيذ “هجمات إرهابية” على المنشآت العسكرية والمدنية.
وصرّح بوتين بتوجّه 70 بالمئة من الحبوب الأوكرانية إلى البلدان المتطورة، مؤكداً عدم وجود مشكلة في إنتاج المواد الغذائية بل في توزيعها حول العالم.
الرئيس الروسي كشف أيضاً عن رغبتهم في إرسال قرابة مليون طن من الحبوب إلى تركيا بـ “أسعار مميزة” على أن تتم معالجتها هناك بتمويل قطري قبل شحنها إلى الدول المحتاجة، بحسب وصفه.
وعلى صعيد آخر، قال بوتين إن روسيا تثمّن التعاون القائم بينها وبين تركيا في سوريا، مبيناً أنهم متفقون مع أنقرة حول المبادئ الأساسية المتعلقة بحل الأزمة القائمة في هذا البلد.
بوتين أضاف أن روسيا تعرضت “لخداع شركائنا الغربيين”، مؤكداً استعدادهم “لبذل الجهود لمواصلة اتفاقية ممر الحبوب في حال الإيفاء بالوعود في غضون أيام”.
وتابع: “نريد إحياء اتفاقية ممر الحبوب وسنفعل ذلك بشرط واحد هو السماح بتصدير منتجاتنا الزراعية عبر البحر (الأسود) دون عوائق”.
وفي 17 تموز/ يوليو الماضي، رفضت موسكو تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، وقالت إنها “ستمدد حال تنفيذ الجزء الروسي منها”.
واشتكت روسيا من أن القيود والعقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب الدائرة مع أوكرانيا أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وهي منتجات تعتبرها موسكو مهمة أيضا لسلسلة الغذاء العالمية.
التعاون التركي الروسي
وفي سياق آخر، قال بوتين حول تأسيس مركز للغاز الطبيعي في تركيا، إن شركة غاز بروم قدمت خارطة الطريق لشركة بوتاش التركية، “والآن حان وقت تأسيس مجموعة عمل مشتركة”، بحسب تعبيره.
وشدد على أن روسيا “ستكون دوماً الشريك الأكبر والأكثر مسؤولية بجانب تركيا فيما يخص الغاز الطبيعي”.
وحول علاقات بلاده مع تركيا، قال الرئيس الروسي إنها “تتميز بتعاون متعدد الأبعاد قائم على المنفعة المتبادلة وحسن الجوار”.
وأضاف أن العلاقات التركية الروسية تسير في منحى إيجابي على كافة الأصعدة.
وعلى الصعيد التجاري، قال بوتين إن أنقرة وموسكو تعتمدان العملات المحلية بشكل أكثر فاعلية في التجارة البينية، لافتاً إلى تراجع قيمة الدولار واليورو في التعاملات التجارية بين البلدين.
وأكد على إجماع البلدين على تقليص التعامل بالدولار واليورو في التبادل التجاري بينهما.
ووصف بوتين التعاون القائم بين تركيا وروسيا في مجال الطاقة بـ”الاستراتيجي”، مستشهداً على ذلك بمشاريع “السيل التركي” و”التيار الأزرق” ومحطة “آق قويو” النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا.
الحرب الروسية الأوكرانية
وفيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، قال بوتين إن أردوغان يولي أهمية كبيرة لحل الأزمة الأوكرانية، مبيناً أن نظيره التركي أكد أيضاً على هذا خلال لقائهما اليوم في سوتشي.
وأشار إلى استضافة تركيا مباحثات روسية أوكرانية فيما مضى، متهماً كييف في الوقت نفسه بـ “رمي وثائق التوافقات التي تم التوصل إليها في هذه المباحثات إلى سلة المهملات”.
وحول جهود الوساطة المطروحة لحل الأزمة الأوكرانية، قال بوتين إنهم لم يرفضوا أية مبادرات للوساطة، معرباً في الوقت نفسه عن شكره لأردوغان إزاء مساعيه في هذا الخصوص.
وانتقد بوتين عدم الوفاء بأي التزام من الالتزامات المقدّمة لروسيا، مبيناً أن موسكو وبالرغم من ذلك وافقت على تمديد مبادرة ممر الحبوب لأكثر من مرة.
وفي مراسم أقيمت بإسطنبول يوم 22 يوليو/ تموز 2022، وقعت الأمم المتحدة وروسيا وتركيا وأوكرانيا اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود بهدف الحد من تأثير الحرب الأوكرانية الروسية على أسعار المواد الغذائية العالمية.
وقال متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف، في 17 يوليو الماضي: “لقد انتهى بالفعل اتفاق ممر الحبوب، وتم إيقافه. ستعود روسيا فورا إلى الاتفاقية بمجرد تنفيذ شروطها، فلم يتم الوفاء بالقسم المتعلق بروسيا في الاتفاقية”.