جميع الأطفال تقريبا رسموا على حيطان المنزل، ووبختهم أمهاتهم على هذا الفعل، ولا تكاد تجد روضة أطفال أو ما شابهها الا ويعتبر الرسم أحد الأنشطة الرئيسية التي تنظمها بشكل يومي للأطفال ليأخذوا مجدهم في الرسم والتلوين على كل الأوراق المتاحة. وقد لا يولي الأهل اهتماما لهذه المسألة كأن تكون بادرة لموهبة متأصل تنبئ بمستقبل فنان ورسام حقيقي، في حين يكتفي الأهل بجعلها سبيل لتفريغ طاقات الطفل، وخلق أجواء من المتعة والفرح. فمتى يجب أن يهتم الأهل بمثل هذه المسألة، وكيف يمكنهم ملاحظة إذا ما كان الطفل لدية موهبة حقيقة، أم أنها مجرد شكل من أشكال اللعب والتسلية.
يقول الرسام أحمد السردار أنه يمكن اكتشاف موهبة الطفل بالرسم من خلال عدة جوانب، أولا عن طريق اهتمام الطفل بالرسم بشكل مبالغ فيه عن غيره من الأطفال فممارسة الطفل للرسم في إطار التسلية مختلف عمن يمتلك الشغف للرسم حيث أن الطفل عن ممارسته لأي نشاط بهدف التسلية يمكنه عن ينكب عنه وينصرف عنه في وجود ملهي آخر في حين أن من يمتلك الموهبة في أعماقه يرسم بشغف، وقد يستمر لفترات طويله مقارنه بأقرانه دون أن يلتفت لأي شيء أخر سوا الرسم.
أضاف كذلك أن الطفل الذي لديه موهبة في الرسم يبدع في التعبير عن أفكاره حتى ولو كان بطريقة رسم بدائية، ففي الوقت الذي قد يرسم الجميع شجرة وبيت تحت طلب أستاذ الفنون يرسم الطفل الذي يحب الرسم معالم أكثر، وأدق في لوحته المبتدئة.
على صعيد الأهل نوه الأستاذ احمد أن الأهل هم النواه الأولى التي قد تسمح لبذرة الرسم الموجودة داخل الطفل الصغير أن تكبر ليصبح فنان كبير فيما بعد، وذلك من خلال توفير الأدوات اللازمة لتقويم هذه الموهبة، وتطويرها بالإضافة إلى التشجيع والدعم النفسي.
هل الوطن العربي بيئة مناسبة لخلق الرسامين؟
يقول الأستاذ احمد وهو بالأصل رسام عراقي أنه هجر الرسم لمدة 20 عام لأنه شعر باغتراب هذه الموهبة، وهذه المهنة في الوطن العرب للأسف، ولكن عن قدومه إلى تركيا لدراسة الفن وإكمال التعليم في هذا المجال سرعان ما استعاد شغفه في ظل بيئة تدعم الفن من حيث التشجيع، والاكاديميات التي تعلم الرسم، وتعززه ناهيك عن المعارض التي تقام في سبيل ذلك.
وفي ظل تعامله مع الأطفال في سياق الرسم قال أن في المدارس التركية هنالك دعم لمادة الفنون منذ المراحل الدراسية الأساسية، عدا عن المعارض التي تقيمها الحكومة والجهات الخاصة لدعم الأطفال الموهوبين في هذا الجانب. وأشار أنه على صعيد شخصي أقام عدة معارض للأطفال، وفي ظل جائحة كورنا بشكل خاص أقام معارض رقمية حتى يظل الحماس والشغف مستمر لدى الأطفال الموهوبين في هذا المجال دونما انطفاء.