ظهر في الآونة الأخيرة مساحات جديدة في ظل الصراعات، والحروب بين الدول، والقوى العظمى، حيث أن الاعلام الرقمي خلق ساحة معركة إضافية بل، وإن لها مبلغ من الأهمية يعادل تلك التي في الميدان، حيث أن العالم الالكتروني، والرقمي خلق شكل جديد من أشكال الصراعات تسمى الحرب الالكترونية.
الحرب الالكترونية هي مجموعة الإجراءات الإلكترونية المتضمنة استخدام بعض النظم، والوسائل بهدف الاستطلاع الإلكتروني للنظم، والوسائل الإلكترونية المعادية، وإخلال عمل هذه النظم والوسائل الإلكترونية، ومقاومة الاستطلاع الإلكتروني المعادي، وتحقيق استقرار عمل النظم الإلكترونية الصديقة تحت ظروف استخدام العدو أعمال الاستطلاع، والإعاقة الإلكترونية.
والحرب الالكترونية ليست وليدة العصر إنما نشأت منذ عقود، حيث إن استخدام “التلغراف” في نقل الشيفرات في الحرب العالمية الأولى مثلا كان شكل من أشكال الحرب الالكترونية، ولكنها كانت متواضعة كبرت وتطورت، وأصبحت تتنافس في تطويرها، وامتلاكها الدول مع تطور التكنلوجيا، واتساع العالم الرقمي.
على صعيد تركيا التي تعتبر من الدول المتسعة في هذا المجال طورت في الآونة الأخيرة شكل جديد المنظومات المستخدمة في الحروب الرقمية تسمى منظومة كورال. وهي منظومة حرب الكترونية متنقلة مصممة للتشويش، وتضليل الرادارات المعادية تم تطويرها من قبل شركة “اصلسان” المتخصصة في الصناعات الالكترونية والرقمية العسكرية، وهي المزود الرسمي والأساسي للجيش التركي من احتياط الأدوات والمعدات الرقمية والكترونية العسكرية والحربية.
طورت هذه المنظومة ضمن مشروع نظام للتشويش البري، وتتكون من وحدة تشغيل واحدة ونظام دفاع، وهجوم واحد، وأربع انظمة دعم الكترونية كل من منها مركب على شاحنة دفع ثمانية. ويحسب خبراء في الصناعات العسكرية التركية فإن منظومة كورال تستطيع البحث عن إشارات الرادار التقليدية والمعقدة وتحديدها، وحتى تعطيلها، كما ويبلغ نظام تشغل المنظومة حوالي 200 كيلو متر.
تعمل كذلك هذه المنظومة على تحليل إشارات الهدف المتعددة في نطاق تردد عريض مما يولد الاستجابة المناسبة بشكل تلقائي بفضل قوة التردد اللاسلكي الرقمي.
ويتكون نظام كورال من مركبتين إحداهما هي نظام دعم المراقبة الالكترونية للرادار، ونظام الهجوم الالكتروني المتعدد لتغطية الطيف الكامل من إنتاج شركة “مان” الألمانية، ويتميز نظام الهجوم أيضا بتصميم معياري وجهاز استقبال رقمي متكامل، ومولد رقمي وبنية الذاكرة الرقمية وتؤكد الصناعات الدفاعية أن منظومة كروال ممكن أن تقيد رادار أي آلة حربية سواء طائرة أو سفينة او مدرعة أو غير ذلك، فعلى سبيل المثال يمكنها تضليل وتعطيل الصواريخ الموجهة من الطائرات المعادية. كما لها القدرة على انشاء أهداف وهمية بفضل قدرتها على التعمية والخداع. وتعتبر هذه المنظومة فيض من غيض في سياق التصنيع العسكري الرقمي التركي الذي يتم تصديره، وبيعه لدول أخرى أحيانا.