منذ اللحظات الأولى لانفجار مرفأ بيروت، أعلنت الحكومة التركية تقديمها يد العون إلى الدولة اللبنانية من خلال إرسال مساعدات طبية عاجلة ومواد غذائية وفرق للإنقاذ، وكذلك جاهزية عدد من الموانئ التركية لخدمة لبنان.
فالحكومة التركية لم تترك لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الجاري، الذي خلف 171 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريحًا، إلى جانب دمار مادي هائل يقدر بنحو 15 مليار دولار.
ووقع انفجار المرفأ في عنبر 12، الذي قالت السلطات اللبنانية إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مُصادرة ومُخزنة منذ عام 2014.
وبعد أيام من انفجار المرفأ، زار نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي دولة لبنان، حيث أعلن استعداد بلاده إلى إعمار المرفأ والمباني المجاورة منه بعد أن تضررت جراء الانفجار.
وقال أوقطاي، إن ” ميناء واسكندرون رابع أكبر ميناء تركي في البحر المتوسط سيكون جاهز في خدمة الدولة اللبنانية، ومستعدًا لتقديم الدعم والمساعدة للبنان، بحسب ما صرّح مديره العام، غوندوز أريصوي، في حديث للأناضول.
ميناء “إسكندرون” التركي
ويقع ميناء “إسكندرون” الذي يعد أهم الموانئ التركية في مدينة “إسكندرونة” التي تقع على البحر الأبيض المتوسط ضمن محافظة “هاتاي” جنوبي تركيا، التي بناها الإسكندر الأكبر عام 333 ق.م، وكانت قديمًا مركز للتجارة بين الشرق والغرب، واستخدمت منفذًا بحريًا لسكان مدينة حلب والشمال السوري.
وتعتبر المدينة “إسكندرونة” مركزًا تجاريًا مهمًا ويستخدم ميناؤها في تصدير النفط القادم إليها عبر خطوط الأنابيب، كما أنها تحتوى على منتجعات سياحية هامة.
ويوجد في المدينة الصغيرة ولكنها تعدًا مركزًا تجاريًا مهمًا، عدد من المصانع التركية كـ الغزل والنسيج، ومصنع سوبر فوسفات، والأرز والسيارات والآلات، وقطع الغيار.
قدرات ميناء “إسكندرون” التركي
ويمكن لميناء “إسكندرون” الذي أصبح مسخرًا لخدمة الدولة اللبنانية بأن يتسع لمليون حاوية من طراز “Twenty-foot Equivalent Unit”، و4 ملايين طن من بضائع الشحن، و200 ألف سيارة.
في حين، يتمتع الميناء الدولي وهو رابع أكبر ميناء تركي بمساحة تخزينية تبلغ 15 ألف متر مربع، إضافة إلى ساحات كبيرة تقدر بربع مليون متر مربع.
ويستطيع ميناء”إسكندرون” استيعاب الحمولات الإضافية التي كان من المقرر أن تتجه إلى مرفأ بيروت قبل حدوث الانفجار، ويمتاز بسرعة استكمال الإجراءات وتحويلها وتجهيزها للنقل لدول أخرى.
ويمكن أن يستقبل الرحلات البحرية غير المجدولة وكافة أنواع الشحن وسفن من طراز “رورو – Ro-Ro” بفضل رصيفه الواسع.
ويبعد ميناء “إسكندرون” التركي عن مرفأ بيروت 400 كيلو مترًا، حيث يمكن للسفن المنطلقة من الميناء بأن تصل العاصمة اللبنانية بيروت في غضون الـ 6 ساعات على الأقل.
وزاد انفجار مرفأ بيروت من الأعباء الاقتصادية على المواطن اللبناني، خاصة بأن الدولة تعيش منذ أشهر أزمة اقتصادية قاسية وذلك لأسباب سياسية وإقليمية.