بعد غزو فيروس “كورونا” دول العالم ومن ضمنها تركيا، عملت الحكومة التركية على إغلاق الأسواق وقطاعات تجارية آخرى من أجل التصدي للفيروس القاتل وتقليل حجم الخسائر البشرية الناجمة عن “كوفيد 19”.
فالإجراءات الصحية ومعايير السلامة الوقائية من فيروس “كورونا” التي لا تزال تفرضها السلطات التركية بعد أن أعادت فتح بعض القطاعات التجارية والأسواق، فتحت شهية العديد من الشركات الصناعية ومراكز التسويق إلى اللجوء إلى استخدام وسائل التكنولوجيا “التطبيقات” عبر الإنترنت للترويج لبضائعهم.
وحيث عملت العديد من الشركات إلى إطلاق العديد من المواقع عبر الإنترنت “للتسوق أون لاين” من أجل استمرار عجلة الاقتصاد التركي وتوفير احتياجات المواطنين الاتراك الذين التزموا بالحجر المنزلي بعد فرض تركيا الحظر في الأسابيع الأولى لانتشار فيروس “كورونا” بالبلاد.
وخلال النصف الأول من العام الحالي، ارتفعت نسبة التسوق عبر الإنترنت في تركيا إلى 434٪ ليصل إلى 1.8 مليار ليرة تركية (244.90 مليون دولار).
وزارة التجارة التركية، التي قالت: “إن السوق المحلية الذين فضلوا خيارات التجارة الإلكترونية في أثناء الوباء استمروا في التسوق عبر الإنترنت بعد عودة الحياة إلى طبيعتها”.
ومن الواضح أن التسوق عبر الإنترنت عمل على ظهور العديد من الشركات التسوق الإلكتروني، وعملت كذلك على الإسراع في الاستثمار بها وانتشارها بشكل واسع جدا.
وتجاوز النمو في الشركات الناشئة للتسليم السريع مثل Getir وBanabi نسبة 50٪. وتضاعف عدد الولايات التي كانت سلسلة سوبر “ماركت ميغروس” تعمل فيها بخدمة “السوق الافتراضي” لتصل إلى 58 ولاي، وقد وصلت إلى جميع ولايات البلاد مع الوباء.
وفي ظل تسجيل وزارة الصحة التركية أعدادا بالإصابات بفيروس “كورونا” في البلاد، لا يزال الكثير من الأتراك يعتمد على شراء المواد الغذائية، أو المستلزات الخاصة، من خلال التسوق عبر الانترنت “أون لاين” في محاولة لحماية أنفسهم من “كورونا”.
وحيث اتجهت العديد من مراكز التسويق وخاصة “البقالة” إلى الترويج لبضائعهم عبر الانترنت، خاصة بعد أن شهد ذلك إقبالا من المواطنين على الاتراك وخاصة في ظل تخفيف الحكومة التركية لإجراءاتها في مواجهة “كورونا”.
فيقول ممثلو القطاع إن “عادات التسوق المتغيرة قد تكون دائمة بعد الوباء، وإن أغلبية عمليات تسوق البقالة عبر الإنترنت استمرت بعد شهر حزيران/ يونيو، متوقعين أن يحافظ هذا على مساره في الفترة المقبلة”.
وأوضح يومي كاسترو، الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة التجارة الرقمية Inveon، أن التسوق عبر الإنترنت ارتفع في جميع أنواع المشتريات، لكن تسوق البقالة كان في مقدمة هذا الارتفاع.
وأضاف أنه على الرغم من حدوث انخفاض طفيف في التسوق عبر الإنترنت مقارنة بفترة كوفيد 19 خلال بداية فترة التطبيع، فإن حجم التجارة الإلكترونية استمر في التوسع في يونيو.
ووفقًا لبيانات مركز بطاقات (BKM)، ارتفع التسوق عبر الإنترنت للمواد الغذائية والبقالة في آذار/ مارس، عندما أعلنت أول حالة إصابة بكوفيد 19 في تركيا، بنسبة 220٪ على أساس سنوي.