“ليس من المستغرب أن تضع تركيا في أجندتها النهوض في الإقتصاد الوطني ليزاحم اقتصادات الدول الخمس العظمى، فالظروف والمتغيرات كلها مواتية لتحقيق هذا الهدف خلال أقل من عقدين من الزمن”، هذه وجهة نظر سفير تركيا في الصين عبد القادر امين اونون في تصريحات أدلى بها في سياق حديثه عن ترتيب اقتصاد الصين وتركيا حول العالم. ووفق رؤية السفير التركي أن المعطيات تشير أن الصين ستكون أقوى دولة إقتصادية في العالم، وتركيا ستكون الخامسة بحلول عام 2030، معربا عن ثقته بامكانية مضاعفة ثقل الاقتصادين في العالم في حال تم تعزيز التعاون القائم بين البلدين.
جاءت تلك التصريحات في فعالية نظمتها لجنة العلاقات الخارجية الاقتصادية التركية، وشدد خلالها على ضرورة اعداد خطط بعيدة المدى حيال كيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة بين انقرة، وبكين.
وتتزامن هذه التصريحات مع إعلان وزير المالية والخزانة التركية براءة البيرق أن بلادهم سبقت أمريكا وأوروبا في الخروج بأقل الخسائر من أزمة كورونا، كما أكد أن تركيا أحتلت المرتبة الثالثة عالميا في أقل الخسائر التي سببتها جائة كورونا، وأن هذه الإحصائية تم إقرارها من طرف منظمة التعاون والاقتصاد والتنمية.
في هذا السياق قال الأستاذ غزوان المصري، الخبير في الشأن التركي، أن تركي إستطاعت بالفعل أن تحقق نجاح كبير في القطاع الصحي في التصدي لفايروس كورونا في الوقت الذي عجزت فيه كثير من الدول عن التصدي لهذا المرض، بل وأنهارت أنظمة دولية عظمى أمام هذه الجائحة، حيث أن هذه الجاحئة أظهرت قوة البنية الصحية التحتية، ورصانة القطاع الصحي التركي، فتركيا لديها ما يقارب المليون عامل في القطاع الصحي، و145 ألف سرير في العناية الخاصة، إضافة إلى كون العلاج مجاني بالكامل في المستشفيات الحكومية تبعا لكونها تملك أقوى أنظمة التأمين الصحي عالميا، كما أن الدواء يتم تخفيض سعره للمواطن التركي والمالك للتأمين الصحي الحكومي بنسبة 80%، ناهيك عن الأماكن المجهزة بالكامل للذين تم حجرهم صحيا.
وقال أن هذا الثبات، وهذه القوة على الصعيد الصحي والتجاري والاقتصادي يعود إلى أن تركيا تسير بخطى ثابتة، ورؤية واضحة نحو المستقبل، حيث أن خطط التنمية والتخطيط الإستراتيجي يمتد إلى 50 عام إلى الأمام، بل وأبعد من ذلك، حيث صرح وزير التخطيط أن خطة التطوير والتنمية لعام 2050 باتت جاهزة ويتم الآن العمل على تجهيز الخطة التي تمتد لعام 2071.
وذكر الأستاذ غزوان أن هذه الخطة تركز على ثلاث عناصر أساسية : أولا الخدمات وعلى رأسها الخدمات الصحية، والعمل على تطويرها للتصدي لأي خطر محدق مثل جائحة كورنا التي تؤثر بدورها على التجارة و الإقتصاد صورة مباشرة. ثانيا العمل على تطوير صناعاتها للحفاظ على المدخول المحلي، ورفع معدلات التجارة الخارجية، والتصدير، كذلك تطوير صناعاتها العسكرية لتصبح بذلك قوة لا يمكن التصدي لها في المنطقة. ثالثا أن تركيا تعمل تطوير حقل الطاقة لديها من خلال التنقيب و البحث عن مصادر الطاقة داخل أراضيها استمرار إلى جانب تطوير مجال الطاقة المتجددة.
يمكنكم معرفة المزيد من التفاصيل عبر الرابط التالي: