“انا إذا أرسلت إبني إلى المدرسة ماذا سوف أستفيد في الوقت الذي قد أجني منه يوميا من خلال التسول ما يقارب ال 500 ليرة تركية”. هذا كان رد إحدى أمهات أحد الأطفال المتسولين في شوراع إسطنول حسب ما روته الأستاذة ايمان الرفاعي العضو المسؤول في شبكة حماية الطفل والمرأة في تركيا.
حيث روت الأستاذة إيمان العديد من التفاصيل فيما يخص التسول، والشبكات، والعصابات المسؤولة عن هذا الموضوع في تركيا، حيث روت أن العائلات في العادة إما تعمل بشكل منفصل أو على شكل عصابات يتم إدراتها بشكل منظم، وبإرادة المنتمين.
وحمّلت المسؤولية بشكل كبير إلى الأهل، حيث أن الأم التي تأخذ أبنها للتسول، وهو رضيع في حضنها، هي ذاتها التي ترمي به في الشارع، ولا تسمح له بالدراسة في المدرسة بحجة أنه يجلب لها قوت يومي قد لا يقل عن 500 ليرة من التسول و بيع المناديل. وكذلك الأباء الذي قد يكون في حال جيد، وقوي بصورة تؤهله للعمل، ولكنه يرى أن تسول أبنه مربح أكثر، ويغنيه عن العمل، ويغني ابنه عن المدرسة.
وذكرت الأستاذة إيمان التي حاولت عن طريق محاورة الأطفال التواصل مع الأهل في سبيل إقناعهم للدراسة، وتوفير فرص عمل للأهل؛ أن الأهل كانوا يرفضون تارة، وتارة أخرى الأطفال الذين زرعت فيهم كراهية المدرسة، وقناعة أن المدرسة لا تفيد بشيء.
وفي بعض الحالات التي كان الطفل يكون شغوف للدراسة، والتعلم، ويوافق الأهل على ذهابه للمدرسة ولكن بعد أسبوع يخرجه أهله من المدرسة مرة أخرى بحجة أن الأمر لا يفي بالغرض، وبالوصف العامي ” ما بتوفي”.
ليس الأهل من يشرف على عمليات تسول أبناؤهم وحسب، بل، وكما لاحظت الأستاذة إيمان، فإن هناك عصابات تدير الأطفال الذين يكونون بدون أهل على عمليات التسول، فقد ذكرت عدة مواقف تعرضت لها كشفت لها عن حقيقة الأمر. ففي إحدى المرات صادفت طفل بوضع مزري يبيع المناديل، وحين بدأت بمحاورته للذهاب إلى المدرسة وافق، وأخبرها أنه لا أهل له، وفي تلك اللحظة باغتها شخص ببدلة رسمية ليمسك الطفل الذي ذهب معه بكل رضى، وذهب بعيدا دون أن ينطق بكلمة، وأكدت أن هذا الموقف تكرر مع عدة أطفال. وقالت أن المتسولون يتمركزون في أحياء خاصة من الخطر الدخول لها على شكل مؤسسات أو جمعيات بغرض الحوار، وكذلك أن الأطفال المتسولين يت مراقبتهم من طرف العصابة بشكل مستمر.
من جانب آخر كررت الأستاذة إيمان نداءها للمؤسسات الرسمية، والأمنية في تركيا لمعالجة الموضوع بشكل جذري من خلال ملاحقة العصابات تماما كتلك التي قُبض عليها، والتي كانت تمتلك 70 طفل من غير أصل للتسول. وكذلك نادت لسن قوانين أكبر، وأشد صرامة تتعدى إحتجاز الطفل ليومين، وأخذ تعهد من الأهل لإطلاقه وحسب حتى يصبح هنالك رادع كافي يردع الأهل عن إرسال أبناؤهم ويردع العصابات عما تقوم به.
كذلك شددت النداء للأهل بعدم قتل الطفولة في نفوس أطفالهم، وعدم ذلهم في الشوارع، والزقاق من أجل قرشين يمكن أن يجنيها رب الأسرة بصورة شرعية عبر العمل بشرف ونزاهة.
لمزيد من التفاصيل يمكنكم مشاهدة اللقاء كامل عبر الرابط التالي