تقرير-محمد عبد الرحمن
قراءة – زاهر أكرم
العلاقات التاريخية بين تركيا والعراق، وروابط الدين والعرق والثقافة والاقتصاد، دعائم حافظت على متانة تلك العلاقات منذ بدايتها وحتى الوقت الحاضر، ومن الطبيعي القول إن نهري دجلة والفرات القاسم المشترك بين الدولتين، ومثلما يغذيان أراضيهما، فإنهما أيضا رابطة أزلية مشتركة.
العلاقات الراسخة خَيار البلدين
وعلى هذا الأساس، فإن العلاقات التركية العراقية المتميزة هي الخيار الوحيد أمام البلدين، وهو ما دأب مسؤولو الجانبين على تقويتها وجعلها هدفا دائما مستمرا لتطويرها.
وفي هذا الإطار، شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، على أن بلاده تحترم حدود دول الجوار وسيادتها، وأن تواجدها شمالي العراق هو لمكافحة التنظيمات الإرهابية.
وقال أكار في كلمة بمركز قيادة “غولجوك” البحرية: “هدفنا الوحيد هو محاربة الإرهاب. ويجب أن يعلم الجميع أننا في شمالي العراق بسبب تعشيش الإرهابيين في المنطقة”. وشدد على أن العمليات الأمنية شمالي العراق هي مهمة أيضا للحفاظ على الأمن القومي للعراق.
وما يشغل الجانب التركي الآن، هي المسألة الأمنية ووجود عناصر إرهابية من تنظيم “بي كا كا” في الأراضي العراقية.
كما يمثل التنظيم الإرهابي حجر عثرة أمام انتشار القوات العراقية في كامل أراضيها، ويحجم من السيادة والاستقرار الأمني.
لذا فإن السلطات العراقية لن تسمح بأن تكون أراضيها مأوى لأي جماعات مسلحة تستهدف وحدة الأراضي التركية وتحت أي ذريعة.
تعاون أمني مشترك واحترام سيادة متبادل
وبطبيعة الحال فإن المصلحة الأمنية تحتم وجود تعاون أمني مشترك ينهي الحوادث الحدودية ويمنع المتسللين.
وراعى الجانب التركي الحاجة الماسة إلى مشكلة المياه في العراق، وهذه السنة تحديدا، بسبب قلة تساقط الأمطار في أراضي الأخيرة، فقد تم تأجيل ملء حوض السد التركي (اليسو) بالمياه لغاية يونيو/حزيران المقبل،وعلى العموم فالعلاقات التركية العراقية، ومنذ نشوئها كانت وما زالت تتصف بحسن الجوار، ولم تشهد تلك العلاقات أي شائبة هامة عكرت صفوها، ويمكن اعتبارها علاقات نموذجية سادها على الدوام احترام السيادة المتبادل.