تقرير- محمد عبد الرحمن
ظهر الثعلب يوماً في ثياب الواعظينَ، مقولة تنطبق تماماً على زعيم ما يسمى بالمافيا التركية، والتي كانت تعتبر أكبر منظمة إجرامية في البلاد، ولكن مع وصول حزب العدالة والتنمية الحاكم، تقزمت وتلقت العديد من الضربات في مقتل.
نجح حزب العدالة والتنمية لسنوات طويلة في محاربة هذه المجموعات الإجرامية، واعتقال قياداتها وكوادرها، وتقليص نشاطاتها، لكن هذه الجهود لم تقد إلى القضاء عليها تماما.
سادات بكر تاريخ من الفساد والجريمة
سادات بكر أحد أبرز وجوه العصابات الإجرامية المنظمة ،الذي استغل كل هذه التوازنات في الداخل والخارج، ليبني شبكة علاقات سياسية واجتماعية ،ولينشط بأكثر من اتجاه، إلى أن دخل في مواجهة مع وجوه سياسية وأمنية بارزة كلفته كما يقول المغادرة إلى الإمارات ،وإطلاق فيديوهات مصورة من هناك تنشر ما لا يمكن السكوت عنه وتحتاج إلى تعامل سريع معه، خصوصا أنه يوجه أصابع الاتهام إلى أسماء سياسية وحزبية، بذلت الغالي والرخيص في سبيل حماية تركيا من أمثاله من المجرمين والخارجين عن القانون.
يتعرض وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” منذ أيام لهجوم من قبل رجل “المافيا” التركي “سادات بكر”، الذي اتهم أعضاء في الحكومة التركية ومسؤولين في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، بالضلوع في جرائم ، أحدثت جدلاً في الساحة السیاسیة والرأي العام على حد سواء.
أهداف خبيثة وراء ادعاءات سادات بكر
تحليلات عديدة تقول إن الهدف من لعب ورقة سادات بكر في هذه المرحلة هو استهداف تحالف الجمهور الذي يجمع حزب العدالة وحليفه حزب الحركة القومية بهدف إضعافه أكثر، من خلال تسريبات ومعلومات يرددها بكر، تهدف أيضا بحسب محللين إلى التأثير على انتخابات عام 2023 ،والتي باتت تقترب أكثر فأكثر والتقليل من شعبية حزب العدالة والتنمية.
من جانبه نفى وزير الداخلية سليمان”صويلو” الادعاءات التي وجهها له “بكر”، كتوفير الحماية له، وتسريب معلومة سرية له العام الماضي مفادها أن القضاء فتح تحقيقاً بحقه، الأمر الذي مكنه من الفرار من تركيا والإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية.
و قبل أيام داهمت الشرطة التركية، مبنى تابع لـ”أتيلا بكر” شقيق “سادات”، في مقاطعة “فتحية” بمدينة “موغلا”، وتمكنت من اعتقاله، كما صادرت مسدساً كان بحوزته، وذلك لتورطه في العديد من الجرائم واتجاره بالمخدرات.
بدوره، حذر رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية “فخر الدين ألتون” في تغريدة على “تويتر” من أن “أولئك الذين يسعون لتقويض احترام الدولة التركية”، مؤكداً أنهم “سيدفعون الثمن”.
و”سادات بكر” مطلوب وفق النشرة الحمراء منذ أكثر من عام، بتهم تتعلق بـ”الجريمة المنظمة” وتجارة وتهريب المخدرات بالإضافة إلى استهداف شخصيات أكاديمية ومدنية.
ويأتي استهداف “بكر” للوزير “صويلو” بسبب المساعي التي بذلها خلال السنوات الأخيرة لإنهاء نفوذ “المافيا” داخل البلاد وتطهير تركيا من نجَسِها.