على الرغم من وقوف الحكومة التركية بجانب اللاجئين السوريين، وتقديم الخدمات بأشكالها كافة لهم على مدار السنوات الماضية، إلا أن أصحاب المواهب الرياضية على وجهة الخصوص من المواطنين السوريين والعرب باتو مهددين بضياع مواهبهم.
وخلال السنوات الماضية بدأت معاناة أصحاب المواهب الرياضية السورية والعربية تظهر على السطح في أوساط المجتمع التركي؛ وذلك بسبب عدم استطاعتهم الإنضمام للنوادي الرياضية التركية، لتنمية قدراتهم وتطويرها.
وتعد مشكلة الحصول على “الإقامة”، من أبرز المعيقات التي تواجه الرياضين السوريين، وتقيد إنضمامهم إلى النوادي الرياضية التركية، إضافة إلى عدم حصولهم على الـ “ليصنص- بكالوريوس” من الاتحاد التركي.
وأمام هذه الإشكاليات التي يواجها الرياضيين السوريين، في ظل الإجراءات المشددة من الحكومة التركية، باتت المواهب العربية والسورية في ضياع؛ لعدم مقدرتهم من الإنضام للنوادي الرياضية من أجل تطوير وتنمية قدراتهم.
وعلى ضوء هذه الإشكالية التي يواجهها الرياضيين السوريين والعرب في تركيا، تحدث مدرب كرة القدم في إسطنبول قاسم عواد، لـ” إذاعة مسك” عن أبرز المعيقات التي تواجه اللاجئين الرياضيين السورين في تركيا، وعدم استطاعتهم من تنمية قدراتهم الرياضية.
وقال المدرب قاسم، :” إن اللاجئين السوريين أصحاب المواهب الرياضية في تركيا، لا يجدون طريقًا لتنمية قدراتهم وتطويرها، وكذلك استفادة النوادي الرياضية التركية من هذه المواهب”.
وأوضح أنه يوجد العديد من المواهب السورية والعربية في تركيا، لكن للأسف لا يوجد قرار بالإفصاح عن هذه المواهب للعديد من الأسباب والقرارات التي تفرضها الحكومة التركية.
وبما يخص الاجئين السوريين، أشار المدرب قاسم، إلى أن العائق الذي يقف أمام هذه المواهب هو عدم حصول الكثيرين من السوريين أصحاب المواهب الرياضية على “الإقامة”، وأما للمواطنين العرب إذا وجدت “الإقامة” فيكون العائق التالي عدم حصولهم على “ليصنص= بكالوريوس” من الإتحاد التركي.
ونبه إلى أن العديد من المواهب الرياضية السورية، حينما تتقدم لنوادي رياضية تركية يطلب منهم “الإقامة”، وهذه مشكلة كبيرة، حيث هذا الطلب يتسبب بعزوف الرياضيين السوريين عن تطوير قدراتهم الرياضية.
وعلى الرغم من المناشدات التي أطلقتها الجاليات العربية، للحكومة التركية والإتحاد الرياضي، بأن ينخرط أصحاب المواهب السورية في النوادي الرياضية التركية عن طريق الهوية “الحماية المؤقتة”، إلا أن الحكومة التركية أصدرت قرارًا بهذه الطلب قبل 3 شهور، ولكن القرار لم يطبق على أرض الواقع، وفق ما تحدث به المدرب قاسم.
ونصح مدرب كرة القدم في إسطنبول المواطنين العرب اللجوء إلى شركات التسويق في تركيا كونها تتعامل بشكل مباشر مع الأندية التركية، عن طرييق عمل مباريات ودية مع فرق تركيا، وعلى أثرها يتم انتقاء اللاعبين المميزين للإنضمام للنوادي التركية.
وعلى الرغم من إعجاب بعض النوادي التركية بالمواهب الرياضية السورية، إلا أنها لم تكتمل إجراءات ضمهم؛ بسبب إجراءات الحكومة التركية، وعدم تطبيقها لقانون إنضمام المواهب السورية للنوادي التركية عن طريق هوية “الحماية المؤقتة”.
الرياضي واللاجئ السوري عمير علاء، وهو متواجد في تريكا، تحدث لـ “إذاعة مسك” أنه حينما كان متواجد في بلاده، حصل على شهادات رياضية وحاز على بطولات عديدة، وحينما لجأ للأراضي التركية فارًا من الحرب في سوريا، لم يستطع إكمال مشواره الرياضي.
وقال اللاجئ علاء، :” ذهبت للتدريب في إحدى النوادي الرياضية التركية، لكن لم استطيع أن أشارك في أي بطولة على الرغم من إعجاب النادي بقدراتي الرياضية”.
وأضاف :” أن السبب في عدم مشاركتي في البطولات وهو عدم حصولي على الإقامة.. وكان رد النادي الرياضي التركي بأن هذه البطولات لأصحاب الجنسية التركية فقط”.
ويشكل السوريون ما يقارب من ثلث إجمالي عدد اللاجئين في العالم في تركيا، حيث تستضيف الحكومة التركية ما نسبة 63.4 % من اللاجئين السوريين وهو مايقارب الأربعة ملايين لاجئ وفقًا لاحصاءات الأمم المتحدة.
وأمام هذه الإشكاليات القانونية التي يواجهها اللاجئين السوريين من أصحاب المواهب، وفي ظل إجراءات الحكومة التركية بعدم تطبيق قرارها، يبقى السؤال ما هو مستقبل الرياضيين السوريين بتركيا؟