تعتبر اللغة العربية من أكثر اللغات السامية التي يتم تداولها، والتحدث بها حول العالم حيث يتحدث بها 467 مليون نسمة في العالم معظمهم من الدول العربية، وآخرين من جنسيات اخرى دفعتهم إما الحاجة أو حب اللغة العربية إلى تعلمها، وبهذا تحتل اللغة العربية اللغة الرابعة من حيث الانتشار في العالم، وكذلك من حيث الاستخدام على الإنترنت.
تركيا التي يبلغ عدد المسلمين فيها 99.8% من إجمالي السكان تعتبر من الدول التي أولت اهتمام كبير باللغة العربية في الفترة الأخيرة على صعيد الرسمي، والشعبي أيضا. وذلك لأسباب عدة اهمها الدينية والتاريخية، فبالإضافة إلى أن الغالبية العظمى من السكانها مسلمين كما تم ذكره سابقا وبالتالي يتم إيلاء الاهتمام بها باعتبارها لغة القران، كانت الدولة العثمانية حاضرة في الدول العربية لعقود، عدا أن الحروف العثمانية في الأصل معظمها حروف عربية.
كيف تهتم الحكومة التركية باللغة العربية؟
خلال السنوات الأخيرة عمدت الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب اردوغان إلى تعزيز التوجه لتعلم اللغة العربية وبات هناك أكثر من مليون طالب يتعلمون اللغة العربية في مدارس الأئمة والخطباء، عدا عن افتتاح العديد من التخصصات والكليات في الجامعات التركية التي تقوم بالتدريس بواسطة اللغة العربية حتى أنها اصبحت وجهة لبعض الاجانب الراغبين في دراسة تخصص اللغة العربية.
كما قامت الحكومة التركية بإدراج اللغة العربية عام 2016 باعتبارها احدى اللغات الاجنبية في المدارس كمادة اختيارية لمن يرغب في تعلمها. إضافةً إلى ذلك عملت الحكومة التركية على تنصيب موظف واحد على الاقل يتقن اللغة العربية في الدوائر الحكومية والوزارات والمستشفيات والدوائر الرسمية، وذلك لاستيعاب حاجة العرب المستقرين في البلاد، والذين يبلغ عددهم 5 ملايين تقريبا إلى مترجم عربي للغة التركية، ناهيك عن السياح العرب الذين يزورون تركيا باستمرار.
هل يهتم الأتراك باللغة العربية كما الحكومة؟
يعتبر الأتراك اللغة العربية عموما من اللغات المهمة بل والمقدسة تبعا للأسباب الدينية المذكورة سابقاً، حيث تقول الطالبة الجامعية شريفة كليتش التي تدرس علوم الاديان في جامعة كوجايلي التركية أنه ” يستوجب على جميع المسلمين العمل على تعلم اللغة العربية لفهم القران الكريم الدستور والمرجع الاول في الدين الاسلامي، عدا عن اهميتها في الحياة العملية تبعا لانتشارها حول العالم” وأضافت “أنها منذ إدراكها لأهمية اللغة العربية سعت إلى إتباع كافة الطرق لتعلمها، وإتقانها بدأً بالمناهج العلمية الموجودة في المعاهد والمدارس والجامعات، وكذلك المداومة على القراءة والبحث. إضافة إلى ذلك اعتبرت وجود الطلبة العرب في محيطها أمر فعال جدا حيث حظيت بمساعدتهم لتعلم اللغة العربية وممارستها في الحياة اليومية”.
في حين عبرت الطالبة هاجر شينجول التي تدرس اللغة العربية في جامعة اوسكودار التركية أنه بالإضافة إلى أهمية اللغة العربية على الصعيد الديني عبرت عن حبها بل وشغفها باللغة العربية، حيث وصفتها أنها لغة عميقة وقويمة، وحتى أنها تحظى باهتمامها اكثر من لغتها الام (اللغة التركية) في بعض الأحيان.
من جهة أخرى نلاحظ وجود العديد من النشطاء الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يحاولون نشر محتوى رقمي لتعليم اللغة العربية، ونشرها بين أبناء وطنهم. حيث تقول الناشطة على مواقع الواصل الاجتماعي أمينة يشار والتي تنشر دوما بين متابعيها محتوى يدعم ويعزز تعلم اللغة العربية أنه بالإضافة إلى الأهمية الدينية والاجتماعية للغة العربية تعتقد أمنية أن تركيا في المراحل القادمة ستكون من أهم المراكز في العالم لتعليم اللغة العربية وهذا ما يدفعها للاهتمام بها أكثر فأكثر.