تقرير- محمد عبدالرحمن
إسهامات استراتيجية في النيتو وإنجازات مشرفة
لعبت تركيا دوراً كبيرا بفضل إسهاماتها الاستراتيجية داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ انضمامها إليه قبل نحو 69 عاماً، إذ تملك تركيا ثاني أكبر جيش في الناتو من حيث عدد الأفراد العسكريين بعد الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن كونها من بين الدول الـ10 الأوائل في الإنفاق الدفاعي وتقاسم الأعباء.
واليوم، تلعب تركيا دوراً مهماً ومحورياً في استراتيجية الناتو للعشر سنوات المقبلة ، والتي يأتي على رأسها حماية حدود الحلف ومواجهة التحديات المختلفة، فضلاً عن الحرب على الإرهاب والمشاركة في عمليات التدريب والحماية وحفظ السلام، خصوصاً في حماية مستقبل أفغانستان بعد إعلان الولايات المتحدة عن بدء سحب قواتها من هناك.
تجفيف منابع الإرهاب في سوريا والعراق
لعبت تركيا أدواراً محورية مهمة في التحالف منذ انضمامها إليه قبل 69 عاماً، بدءاً من توليها حماية الحدود الجنوبية الشرقية لدول التحالف من التوسع السوفييتي إبان الحرب الباردة ، مروراً بمشاركتها في العديد من عمليات حفظ السلام التي يشرف عليها التحالف في أماكن ودول متعددة حول العالم، وانتهاءً بالدور المحوري الذي تعلبه حالياً في الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق.
وبفضل موقع تركيا الاستراتيجي الذي يعد حلقة وصل بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وإفريقيا فإنها تقدم إسهامات كبيرة للتحالف من خلال استضافتها مقار ومرافق مهمة لحلف الناتو على أراضيها، من أبرزها مقر القيادة البرية لحلف الناتو (LANDCOM) في إزمير، والرادار الخاص بالصواريخ الباليستية لحلف الناتو في قاعدة كوريجيك العسكرية الواقعة في مدينة ملاطية شرقي تركيا، فضلاً عن استخدام طائرات “أواكس” التابعة لحلف الناتو لقاعدة قونية الجوية.
لاعب مهم على الساحة الدولية
وبعد القفزة النوعية التي حققتها تركيا في الصناعات الدفاعية، وبفضل ما أنتجته من تقنيات دفاعية متطورة وفعالة أصبحت تركيا لاعباً مهماً على الساحة الدولية، فضلاً عن أسهمها في تعزيز قوى الحلف الجماعية، وأظهرت تركيا ذلك من خلال طائراتها المُسيّرة التي أحدثت نقلة نوعية في مفهوم العمليات العسكرية في أكثر من ساحة صراع دولية وإقليمية، بدءاً من سوريا والعراق، مروراً بليبيا وأذربيجان.