أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن ثقته بأن العالم يقدر قيمة الاجتماع الذي عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتناولا فيه ملفات إنسانية عديدة أبرزها اتفاقية الحبوب.
جاء ذلك في خطاب ألقاه، الثلاثاء، عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأفاد أردوغان أن لقاءه مع بوتين أمس الإثنين في مدينة سوتشي الروسية كان “شاملا ومثمرا للغاية”.
وأضاف: “واثق أن قيمة هذا اللقاء حظيت بتقدير العالم بأسره، في وقت مازالت فيه الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة، والعديد من الأجندات الإنسانية مطروحة على الطاولة، وفي مقدمتها ممر الحبوب”.
وفي سياق منفصل، أشار أردوغان أنه سيزور الهند نهاية الأسبوع الحالي للمشاركة في قمة زعماء مجموعة العشرين، وفي نهاية الأسبوع المقبل سيتوجه للولايات المتحدة لتمثيل تركيا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعقد لقاءات على هامشها.
وحول التطورات في العراق وفلسطين قال أردوغان إن “أي تصرف لا يأخذ في الاعتبار الحقائق الديمغرافية لجغرافيا المنطقة ليس لديه فرصة للنجاح”.
وأوضح أن “الآثار الدموية للاضطرابات الداخلية والاحتلالات التي أدت إلى مقتل مليوني شخص في العراق ومليون شخص في سوريا خلال الثلاثين عاما الماضية لا تزال حية في الذاكرة”.
وأضاف: “ما زال الجرح الفلسطيني ينزف، ويخطف أرواحا بريئة جديدة كل يوم تقريبا. المسجد الأقصى، ثالث المساجد المقدسة بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة، يتعرض بشكل متكرر للمضايقات من قبل القذرين”.
وشدد على اتباع بلاده نهجا “يحتضن جميع دول المنطقة وكافة الشرائح على اختلافاتها العرقية والطائفية، ويقف إلى جانبها في أوقاتها الصعبة”.
وتابع: “نحن نتبع مسار عمل يضمن أمن حدودنا ويراعي في الوقت نفسه توازنات المنطقة”.
وذكر أن تركيا تنظر إلى الجدل الدائر في كركوك من هذا المنطلق، مبينا أن الحل الأصح والسليم والمستدام يمر من إنشاء هيكل إداري يراعي الحقائق الديموغرافية للمنطقة، لا سيما كركوك.
ومنذ 25 أغسطس/ آب الماضي، تستمر الاحتجاجات في كركوك ضد الاستعدادات لإخلاء مبنى قيادة العمليات المشتركة بأمر من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وتسليمه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
والسبت، لقي 4 أشخاص مصرعهم وأصيب 15 بجروح، في أحداث عقب احتجاجات نظمتها مجموعة من مؤيدي الحزب الديمقراطي الكردستاني للمطالبة بفتح الطريق البري بين مدينتي أربيل وكركوك، والذي تم إغلاقه من قبل مجموعة عارضت تسليم مبنى قيادة العمليات المشتركة الخاضع لسيطرة الجيش العراقي إلى الحزب.
وبشأن سوريا، أكد أردوغان أن بلاده حذرت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا من التعاون مع التنظيم الإرهابي الانفصالي (بي كي كي/ واي بي جي)، وأن استمرارها في التصرف بهذه الطريقة سيضر مستقبلا بمصالحها الخاصة وبمصالح المنطقة، موضحا أن التطورات الأخيرة أثبتت صحة المخاوف والتحذيرات التركية.
وأضاف: “إن إصرار النظام (السوري) على أن يكون جزءا من المشكلة وليس الحل يعمق المشاكل في المنطقة”، مشددا على عزم تركيا مواصلة العمل من أجل التوصل إلى “حل دائم يستند على أساس وحدة الأراضي السورية وإلى الحقائق الديموغرافية بما في ذلك البنية العرقية والطائفية”.
ودعا أردوغان جميع الأطراف التي لها نفوذ على الجماعات في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وإيران والنظام، إلى بذل الجهود في هذا الاتجاه.
وأردف: “سيظل استقرار وأمن منطقتنا الجنوبية على رأس أولويات بلادنا في وقت تظهر فيه بوادر أزمات جديدة في جميع أنحاء العالم”.