منذ إعلان منظمة الصحة العالمية، بغزو فيروس “كورونا” (كوفيد – 19(، دول العالم، اتخذت تركيا إجراءات صارمة ومشددة في محاولة لتقليل انتشار الوباء في البلاد وحماية مواطنيها.
وعلى مدار الشهور الماضية، وبعد اجتياح فيروس “كورونا” دول العالم، اتخذت تركيا قرارات صارمة لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، حيث أطلقت في بداية الأمر مركز عمليات لدراسة الفيروس، ثم بدأت في إجراء الفحوصات للقادمين إلى تركيا، وحظر التجوال في بعض المناطق.
تحذيرات بعودة “كورونا”
وعلى الرغم من تمكن تركيا وبعض دول العالم من السيطرة على فيروس “كورونا”، إلا منظمة الصحة العالمية حذرت مؤخرًا من موجة جديدة للفيروس قد يجتاح العالم أكثر “شراسة” عن السابق.
وأوضحت الصحة العالمية، بأن “فيروس كورونا المستجد يتطور بنفس الطريقة التي توقعناها، وهذا الفيروس ليس مثل الأنفلونزا التي تأخذ طابعا موسميا في العادة”.
وأشارت إلى أن تراجع جائحة “كورونا” خلال فصل الصيف وانخفاض عدد المرضى المصابين بالفيروس أمر متوقع، قائلة :” بعض الدول لا تزال تفكر بأن مسألة الفيروس موسمية .. ما ينبغي أن نفهمه جميعاً أن هذا فيروس جديد.. وسلوك هذا الفيروس مختلف”.
وسجلت دول العالم إصابة أكثر من 20 مليون شخص بفيروس “كورونا” المستجد، بينها 734 ألف حالة وفاة، و13 مليون حالة تماثلت في الشفاء.
إجراءات تركيا لمواجهة الفيروس
ومنذ اللحظات الأولى لانتشار فيروس “كورونا” وغزوة دول العالم، عملت السلطات الحكومية التركية “كخلية نحل” من خلال عمل لقاءات بين الوزارات الحكومية، وتشكل لجان طوارئ لمواجهة الفيروس، حيث أطلقت الحكومة التركية دليلاً شاملًا للإجراءات التي ستعمل عليها الحكومة في مواجهة “كورونا” بتوصيات وزارة الصحة التركية.
وبعد اكتشاف بعض الدول الأوروبية والعربية الفيروس داخل أرضيها، قررت الحكومة التركية إيقاف الرحلات الجوية للدول التي انتشر فيها الفيروس، ثم تبعها إنشاء مستشفيات ميدانية داخل المدن التركية التي جرى اكتشاف فيها حالات إصابة بالفيروس، وفرض قررًا بحظر التجوال على 31 ولاية، أي ما يعادل ثلاثة أرباع سكان البلاد لمدة أسبوع على الأقل.
وفور ارتفاع عدد الإصابات بفيروس “كورونا” داخل تركيا، عملت الحكومة على وقف رحلات السفر الداخلية، وتعليق الدراسة وإغلاق المقاهي وأماكن التجمعات الكبرى، وكذلك وقف الصلاة في المساجد ودور العبادة، عملت على تعقيم وسائل النقل العام في المدن الكبرى، وتشكيل نقاط طبية في داخل المدن، ليتم فيها إخضاع المواطن التركي للتعقيم وإجراء الفحص المتعلقة بـ”كورونا”.
وعلى صعيد الوضع الاقتصادي، أعلنت الحكومة التركية حزمة اقتصادية بقيمة 15 مليار دولار لحماية تركيا من آثار الفيروس في إطار برنامج” الدرع الاقتصادي”، من خلال تأجيل الضرائب والقروض وتقديم حوافز ودعم القطاعات المتضررة.
كما وضاعفت الحكومة التركية من خلال صندوق الائتمان الحكومي لحماية البنوك، وأعلنت عن صندوق لدعم العائلات الفقيرة وقُدمت دفعة للمتقاعدين كمكرمة خلال شهر رمضان.
تركيا تسيطر على كورونا
وتمكنت الحكومة التركية من خلال إجراءاتها الصارمة بالسيطرة على فيروس “كورونا” وحماية البلاد منه وتقليل نسب الإصابة بالفيروس، في الوقت الذي أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود وإجراءات تركيا.
وأشاد البنك الدولي، بنجاح الحكومة التركية من السيطرة السريعة على فيروس “كورونا” مقارنة بدول أخرى، خصوصًا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح البنك الدولي في تقرير له، أن تركيا كانت رائدة في السيطرة سريعًا على انتشار فيروس “كورونا” وحققت نجاحًا على المستوى الاقتصادي من خلال سياساتها الصائبة والتدابير المتخذة، خصوصا دعم الفئات الهشة والمتضررة.
وقال :”إن إجراءات تركيا نجحت في تقليل خسائر كورونا، حيث كان للفيروس أن يجر 3.3 مليون شخص إلى الفقر في تركيا”، مشيرًا إلى الحكومة التركية تمكنت من إنقاذ ثلاثة أرباع هؤلاء من الوقوع في الفقر من خلال توسيع برامج الدعم الاجتماعي المستهدفة التي تنفذها السلطات التركية منذ بداية انتشار الفيروس فيها.
وشدد البنك الدولي على ضرورة مواصلة الإجراءات اللازمة لاحتواء انتشار الفيروس، ودعم الأسر الضعيفة من خلال سياسات اقتصادية فعالة كعامل أساسي لتحقيق التعافي المستدام.
وبلغت حصيلة إصابات “كورونا” في تركيا 241 ألفا و997 توفي منها 5 آلاف و858 فيما تعافى 224 ألفا و970. وفق أخر إحصائية صدرت عن الحكومة التركية.
وأمام تحذيرات منظمة الصحة العالمية بعودة فيروس “كورونا” المستجد وغزوة دول العالم مجددًا، في الوقت الذي تكافح الحكومة التركية بتطبيق الإجراءات في محاولة منها للسيطرة على الفيروس، فهل ستعود تركيا لتطبيق إجراءاتها المشددة مجددًا؟