على إثر انتشار فيروس “كورونا” (كوفيد – 19) في دول العالم، عملت الحكومة التركية على اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا الفيروس، وذلك للحد من توسع رقعة انتشار الفيروس في البلاد، وتقليل الخسائر البشرية الناجمة.
وكثفت الدولة التركية من عملها من خلال صناعة “ربورتات” تقضى على الفيروسات وتساعد في تعقيم المستشفيات، كما اتجهت أنقرة إلى إنشاء مشاريع لإنتاج الكمامات في السجون كي توزعها على المواطنين والأجانب في تركيا مجانًا.
وفي الوقت الذي أفرجت معظم دول العالم عن السجان خوفًا من انتشار فيروس “كورونا” داخل السجون، قدم السجناء الأتراك نموذجاً رائعًا في دعم البلاد من خلال إنتاج الكمامات ومستلزمات المستشفيات وخاصة منتجات التنظيف والتعقيم.
السجون تنتج مستلزمات المستشفيات
وعملت السلطات التركية والوزارات المختصة في متابعة جائحة “كورونا” من افتتاح مصانع صغيرة داخل السجون التركية، من أجل مساعدة البلاد في التصدي لفيروس “كورونا” القاتل.
وزير العدل التركي عبد الحميد غول، الذي قال :” إن عدد الكمامات التي أنتجها المحكوم عليهم في عدد من السّجون التركية اقترب من ال25 مليون كمامة منذ شهر مارس العام الحالي.
وأضاف الوزير غول :” جرى إنتاج داخل السجون التركية 24 مليونا و650 ألفا و918 كمامة من قبل نزلاء، كما وجرى إنتاج مواد التنظيف والكولونيا والسترات الوقائية”.
وأوضح أن هذه الورش ساهمت في إنتاج 80 نوعا من مستلزمات المستشفيات، مثل الكمامات وملابس الممرضين والجراحين.
الاستفادة من طاقة السجناء
“الاستفادة من طاقة السجناء وتنمية مهاراتهم”، هذا العنوان الأبرز التي هدفت إليه الحكومة التركية من خلال استغلال طاقة السجناء في دعم البلاد وخاصة في ظل تفشي فيروس “كورونا”.
وأيضاً من أهداف الحكومة التركية، توفير فرص عمل للنزلاء داخل السجن من خلال المشاركة في إنتاج الكمامات والمستلزمات الطبية مقابل أمولاً يجنيها وكأنه يعمل خارج السجن.
وبعد زيادة الطلب على مواد التعقيم والمنظفات في تركيا، عملت السلطات التركية إلى تطوير مهارات السجان وتقديم الخبرات لهم من إجل انتاج مواد التنظيف والتعقيم التي كان لها دورًا مهماً في تلبية احتياجات الأسواق المحلية التركية.
ورشات العمل في السجون
ووصل عدد ورشات العمل في السجون التركية نحو 1700 ورشة، تضم نحو 50 ألف سجيناً، يعملون في إطار برامج تشرف عليه وزارة العدل التركية، وكذلك بمرافقة وزارة الصحة.
وقبل جائحة “كورونا” كان السجناء في تركيا يعملون ضمن 17.6 مليون متر مربع في القطاع الزراعي لإنتاج الحبوب والخضار ونباتات الزينة.
ويتركز عملهم على إنتاج الخبز من خلال 100 مخبز بالسجون وتشغيل 9 مطابخ للحلويات، وأربع مزارع ألبان، وأربع مزارع لإنتاج البيض، وأربع معاصر للزيتون، فضلاً عن إنتاج الملابس الرياضية والعسكرية ومستلزمات المدارس.
وتقدم الحكومة التركية برامج تأهيل للنزلاء في سجونها من خلال المعالجة الذهنية إن كان مريضاً، عبر جلسات علاج وجرعات دوائية خصوصاً إن كان مدمناً، أما السجناء الأصحاء يتم إدراجهم في أعمال إنتاجية أو إبداعية وفقاً لما يختارون.