دفعت جائحة “كورونا” السلطات التركية لاستخدام التطور التكنولوجي في مواجهة الفيروس من أجل الحد من الأضرار التي تسببها في وقف الكثير من القطاعات وعلى رأسها الصحية في البلاد.
ومنذ انتشار فيروس “كوفيد – 19″، بدأت تركيا بفضل التكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها من عمل نظام تطبيق “التطبيب عن بعد” لمساعدة المواطنين في الاستشارات الطبية، وذلك للتخفيف من ازدحام المستشفيات.
وحيث ساهمت الاجراءات المشددة التي اتخذتها تركيا بمنع حظر التجوال خلال الأشهر الماضية، خوفاً من تفشى “كورونا” في تعزيز الاستشارات الطبية عن طريق تطبيق “التطبيب عن بعد”، والذي كان قد يحتاج إلى سنوات لتعزيزها في الأوقات العادية.
تطبيق العلاج المنزلي
وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أعلن أن الحكومة التركية ستبدأ قريبا تطبيق العلاج المنزلي لمصابي “كورونا” خلال الأسابيع القادمة.
وقال قوجة، “سنبدأ قريبا تطبيق العلاج المنزلي، وسيعمل الأطباء على التواصل المباشر مع المرضى عبر نظام التطبيب عن بعد”.
وأضاف أن “معدل إشغال الأسرّة في المستشفيات لجميع المرضى بمن فيهم مصابو كورونا، 51.3 بالمئة”.
وفي أخر إحصائية للسلطات التركية عن فيروس “كورونا” فإن إجمالي الإصابات وصل لـ243,180 إصابة وأكثر من 6 ألاف وفاة.
ما هو “التطبيب عن بعد”
و”التطبيب عن بعد” هو مجال يتم فيه نقل المعلومات الطبية أو الاستشارات الطبية من خلال وسائط صوتية ومرئية تشاركيه بين المريض والدكتور عن بعد.
ويوفَر “مجال التطبيب عن بعد” جل الخدمات الصحيَة ، التشخيصيَة الاستشارية والعلاجيَة التي توفرها المستشفيات والعيادات الطبيَة ولكن بطريقة أسهل وأسرع وبتكاليف ومجهود أقل بفضل تكنولوجيا الاتصالات والوسائل التقنية التي يقع اعتمادها في خدمات التطبيب عن بعد.
هذه التطبيقات ساهمت في التواصل بين المريض والطبيب، وتقدم الخدمات الصحية له، دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى أو المراكز الصحية، في حال كانت حالته المرضية بسيطة.
ووفق المنظمات الصحية في العالم والخبراء، الذين قالوا :” إن هذه التطبيقات أسهمت في تقديم الإستشارات الطبية للمراجعين عن بعد، فضلاً عن تخفيف العبء عن الكادر الطبي، بتقليص زيارات المرضى للمستشفى، وهي كذلك تعد أكثر أماناً للمرضى”.
عوامل نجاح “التطبيب عن بعد”
الدكتور محمد الخالد السباعي طبيب في مركز العائلة، الذي قال :” إنه يجب أن تتوفر العديد من العوامل لكي ينجح الطبيب في تقديم الإستشارة الطبية للمريض عن بعد”.
وأوضح الدكتور السباعي، في حديثه خلال استضافته في برنامج “مسك الصباح”، أنه من أهم المعايير المطلوبة، هي أن يتمكن الطبيب من رؤية المريض بشكل واضح ومباشر، ليتمكن من معاينة المريض، وملاحظة الأعراض الظاهرة”.
وكذلك يجب :” أن تتوفر لدى المريض أدوات لقياس الضغط والحرارة، وأن يتسجيب المريض مع الطبيب ويشرح له ما يشعر به، وأن تتوفر لديه بعض التحاليل الطبية التي يطلبها الدكتور” وفق ما نوه به السباعي، لنجاح أي استشارة طبية عن بعد.
وأشار إلى أنه في حال توفرت هذه الأمور لدى المريض، يمكن للطبيب أن يشخص الحالة المرضية بسهولة، وأن يقدم العلاج للمريض، وأن يقدم له نصيحة بالتوجه إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى في مكان سكنه في حال كانت الحالة المرضية صعبة.
وأكد الدكتور السباعي أن نجاح التطبيقات الصحية، أو “العلاج عن بعد” مرتبط في إمكانيات الدولة وتطورها التكنولوجي، وكذلك الحالة العامة التي تعيش بها، خاصة في ظل تفشي فيروس “كورونا”.