كرست الحكومة التركية خلال العقد الأخير من الزمن، إمكانياتها المادية والبشرية وذلك من غزو الفضاء وتقدم بخطوات سريعة في هذا المجال من أجل منافسة الدول العظمى.
وأسست تركيا وكالة الفضاء التركية ( Türkiye Uzay Ajansı) وهي وكالة حكومية لأبحاث الفضاء الوطنية في تركيا، تم تأسيسها رسميًا بموجب مرسوم رئاسي في 12 ديسمبر 2018.
وتمكنت أنقرة خلال السنوات الماضية من تصنيع عدد من الأقمار الصناعية بخبرات وأدوات تركية، وإطلاقها إلى الفضاء، حيث تعد تركيا واحدة من بين 30 دولة عالمية تملك أقمارًا صناعية في الفضاء.
كما ستعمل وكالة الفضاء على تنسيق أعمال وبحوث الطيران والفضاء لمؤسسات أخرى كمعهد الفضاء التابع لمؤسسة البحوث العلمية والتكنولوجية وشركة الصناعات الجوية والفضائية وشركة روكيتسان وشركة تركسات.
وستعمل تركيا من خلال المعلومات التي تحصل عليها من بحوث الفضاء، حيث ستكون بإمكانها رصد الكوارث الطبيعية مبكرًا، وتوقع حالة الجو بشكل صائب، وزيادة الإنتاج الزراعي، ومكافحة المشاكل البيئية بشكل فعال.
ومؤخرًا أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستبدأ بأولى تجاربها الفضائية لمحرك صاروخ يعمل بالوقود السائل. وأضاف: “أود أن أزف لكم بشرى بأننا سنبدأ أول تجارب الفضاء لتقنية محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل تم تطويره محليا”.
وحول مركز “روكيتسان” لإطلاق الأقمار الصناعية، قال أردوغان إن تركيا ستخطو خطوة مهمة عبر المركز موضحا أن مشروع إطلاق أقمار صناعية صغيرة ضمن أهم الأنشطة الحساسة له. وأشار إلى ضرورة انجاز المشروع المذكور قبل عام 2025.
وأضاف “من خلال هذا المشروع، سنكون قادرين على وضع أقمار صناعية صغيرة لا تتجاوز وزنها الـ 100 كلغ، في المدار المنخفض للأرض والبالغ ارتفاعه نحو 400 كم”.
وفي الآونة الأخيرة، برز اهتمام الحكومة التركية في مجال التكنولوجيا، من خلال دعم الشركات التركية وتطويرها، إضافة إلى تقديم الإمكانيات الفنية والمادية لها؛ وذلك في إطار تطوير أعملها.
وتحظى الشركات العلمية والتكنولوجية في تركيا، باهتمام كبير من الحكومة التركية التي تقدم لهم الدعم وتساندهم بتطوير ابحاثهم وكذلك تقديم الدعم المالي لهم بما يسمى “المشاريع الصغيرة” في تركيا.
وتسعى الدولة التركية جاهدة إلى تنمية مشاركة القوى العاملة المحلية التركية المتخصصة في الصناعات الجوية وصناعات الفضاء العالمي، من أجل المشاركة في تصميم وصناعة أقمار صناعية في المستقبل.
كما وتهدف تركيا ضمن خطتها المستقبلية إلى إدخال مناطق أميركا الجنوبية والشمالية، وأوروبا، وآسيا، وأفريقيا، وأستراليا، ضمن نطاق تغطيتها بحلول عام 2020، ما يعني أن 91 بالمئة من سكان العالم سيتمكنون من التواصل عبر الأقمار الصناعية التركية المصنعة محليًا.
وأمام هذا التطور في الغير المسبوق لدولة تركيا في الصناعات العسكرية وأخير في مجال الفضاء، هل تسعى تركيا إلى غزو الفضاء ومنافسة الدول العظمى؟