على إثر الإنفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، أعلنت الحكومة اللبنانية بأن العاصمة بيروت “مدينة منكوبة”، حيث أسفر الانفجار عن مقتل 200 شخص وإصابة ما يقارب 6 آلاف بينهم 120 وصفت جراحهم بالخطيرة، وكذلك تهشم المرفأ ومعظم المباني القريبة منه.
وبعد ساعات قليلة، من الإعلان عن العاصمة اللبنانية بيروت بـ” مدينة منكوبة” سارعت دولة تركيا إلى إرسال طائرات محملة بمستشفيات ميدانية وإسعافات أولية؛ وذلك من أجل علاج الجرحى.
كما وأعلن عدد من المسئولين الأتراك، أن الحكومة التركية وضعت إمكانيات بلادها تحت تصرف الدولة اللبنانية في مجالات رفع الأنقاض ومعالجة الجرحى، وتقديم المساعدات الإغاثية.
ولليوم الثامن على التوالي، لا تزال فرق الإنقاذ التركية تعمل حاليًا في مرفأ بيروت المدمر، في محاولة لرفع الأنقاض، في حين أرسلت الحكومة التركية مستشفيين ميدانيين إضافة للمساعدات الطبية.
حملات تركية لمساعدة المتضررين
ولم يقتصر الدعم التركي إلى دولة لبنان على الحكومة التركية فقط، بل مؤخرًا أطلق الهلال الأحمر التركي، حملة إغاثية لمساعدة المتضررين اللبنانيين من انفجار مرفأ بيروت.
وفي بيان له، قال الهلال الأحمر التركي، :”إن الحملة الإغاثية تحمل اسم (مد يدك لبيروت الجريحة)”. وأوضح أنه يمكن المشاركة في الحملة من خلال زيارة موقع المنظمة أو الاتصال بأرقام الهواتف المخصصة أو عبر رسائل نصية قصيرة.
هذه الحملة التي أعلن عنها الهلال الأحمر التركي، لقت استجابة واسعة من الشارع التركي، حيث قدم عدد كبير من الأتراك المساعدات النقدية، وكذلك الشركات التركية في محاولة لمساندة الشعب اللبناني.
ويحاول الهلال الأحمر التركي، من خلال هذه الحملة إلى جمع التبرعات من أجل إرسالها إلى المصابين اللبنانيين، وكذلك تقديم مبالغ مالية بسيطة لهم، وإعادة ترميم بعض المنازل التي أصابها الانفجار.
وزاد انفجار مرفأ بيروت من الأعباء الاقتصادية على المواطن اللبناني، خاصة بأن الدولة تعيش منذ أشهر أزمة اقتصادية قاسية، وذلك لأسباب سياسية وإقليمية.
تركية تستعد لتقديم مزيدًا من المساعدات
وبعد أربعة أيام على انفجار مرفأ بيروت، زار نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي الأراضي اللبنانية واجتمع مع الرئيس اللبناني ميشال عون في العاصمة بيروت.
وقال أوقطاي، إن “الحكومة التركية تضع كافة مستشفيات بلادها، وطائراتها الإسعافية تحت خدمة الدولة اللبنانية من أجل معالجة المصابين في انفجار مرفأ بيروت”.
وأكد على أن الدولة التركية على استعداد لتقديم مزيد من الدعم والمساعدات الغذائية والطبية إلى لبنان، مشيرًا إلى أن بلاده أرسلت بعد الانفجار طاقمًا إغاثيًا للمساعدة في أعمال البحث والإنقاذ.
وأوضح أوقطاي أن تركيا أرسلت مستشفيين متنقلين وكوادر طبية إلى بيروت، كما أرسلت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” حوالي 400 طن من المساعدات، فضلا ًعن مساعدات أرسلتها منظمات تركية أخرى كجمعية “آفاد”، والهلال الأحمر التركي.
ووفق خبراء اقتصاديين لبنانيين، فإنه من المتوقع أن تبلغ كلفة إعادة أعمار بيروت وحدها 15 مليار دولار في بلد يعاني من وضع اقتصادي سيء، حيث تتجاوز خسائر نظامه المصرفي ما يقارب 100 مليار دولار.
مرفأ بيروت
ويعد مرفأ بيروت من أهم وأفضل المواني البحرية اللبنانية في البحر الأبيض المتوسط، كونه يمتلك موقع استراتجي مهم، حيث أفتتح عام 1894؛ من أجل استيراد المواد الأساسية من دول العالم وتصديرها.
ويعتبر هذا المرفأ ركيزة أساسية للاقتصاد اللبناني؛ إذ أنّه يلعب دورًا أساسيا في عملية الاستيراد والتصدير وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية اللبنانية.
ووفق ما أعلنت عنه الحكومة اللبنانية، بأن مرفأ بيروت يتعامل مع 300 مرفأ عالمي ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بـ3.100 سفينة سنويا.
وحيث يتكون مرفأ بيروت من 4 أحواض يصل عمقها إلى 24 مترًا، إضافة إلى حوض خامس كان قيد الإنشاء، كما ويضم 16 رصيفًا والعديد من المستودعات وصوامع تخزين القمح.